في كشف صادم هز الأوساط التعليمية والصحية، تكشف دراسات حديثة أن طفلاً واحداً في كل فصل دراسي في الرياض يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بينما معلمه غير مدرب للتعامل معه. الأرقام مرعبة: 300,000 مراهق سعودي قد يكونون مصابين بـ ADHD دون أن يعلموا، وكل يوم تأخير في التشخيص يعني خسارة فرص تعليمية لا تُعوض لآلاف الأطفال البريئين.
الدراسات الجديدة تكشف انتشاراً متفاقماً للاضطراب: 3.4% بين طلاب المرحلة الابتدائية في الرياض، ليقفز إلى 5.92% في المرحلة الثانوية. الذكور أكثر إصابة من الإناث، والصفوف الأصغر تسجل معدلات أعلى. "أحمد الصغير، 8 سنوات، يحدق من النافذة بينما زملاؤه يحلون المسائل، لا أحد يدرك أنه يحتاج مساعدة متخصصة وليس عقاباً"، تحكي معلمته بحسرة. د. محمد الاستشاري، متخصص اضطرابات التعلم، يؤكد: "التدخل المبكر يحول الطفل من عبء على النظام التعليمي إلى نجم متفوق".
المأساة الحقيقية تكمن في أن المعلمين السعوديين يتلقون تعليماً عاماً عن ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، دون تدريب متخصص في ADHD. هذا الوضع يشبه محاولة إصلاح راديو معطل دون معرفة التردد الصحيح. الدراسات تؤكد أن التدريب المهني المتخصص يحسن بشكل كبير من معرفة المعلمين بالأعراض وخيارات العلاج. "مثل انتشار السكري قبل عقود، ADHD اليوم يحتاج لنفس الاهتمام والوعي"، يقول خبراء الصحة النفسية.
التأثير على الحياة اليومية مدمر: أطفال يُوصمون بـ"الكسل" أو "سوء السلوك" بينما هم في أمس الحاجة للمساعدة الطبية. أم سارة، معلمة ابتدائي، تشهد: "لاحظت تغيراً هائلاً على طلابي بعد تلقي التدريب المتخصص، انتباه أفضل ونتائج أكاديمية محسنة". الخبراء يحذرون من مخاطر التجاهل: تراجع أكاديمي، مشاكل سلوكية، وتأثير سلبي على الثقة بالنفس. لكن الخبر السار أن مقياس تقييم ADHD العربي المطور محلياً حقق نتائج موثوقة بنقاط قطع تزيد عن 30 للتقييم المنزلي و28 للمدرسي.
الوضع يتطلب تحركاً فورياً: تدريب شامل للمعلمين، وعي مجتمعي أوسع، وبرامج تشخيص مبكر. د. فاطمة الخبيرة، رائدة تطوير برامج تدريب المعلمين، تؤكد أن "الاستثمار في تدريب معلم واحد ينقذ مستقبل مئات الأطفال". السؤال المحوري الآن: كم من عبقري سنفقده إذا لم نتحرك اليوم؟ الوقت ينفد، والحلول متاحة، والأطفال ينتظرون.