في قرار صادم هز أوساط 13 مليون مقيم في السعودية، شددت الجوازات السعودية قبضتها الحديدية على المتأخرين عن تجديد هوياتهم، فارضة غرامات مالية مدمرة تبدأ من 500 ريال وتصل إلى 3000 ريال للمخالفة الواحدة. ثلاثة أيام فقط بعد انتهاء صلاحية هويتك... والباقي كابوس مالي حقيقي يؤرق نوم الملايين من العمال والمقيمين الذين يدركون أن غرامة واحدة قد تكلفهم راتب شهر كامل.
أحمد المصري، عامل في الرياض براتب 3000 ريال شهرياً، يروي مأساته: "دفعت 1000 ريال غرامة لأنني تأخرت أسبوعين في تجديد الهوية... ثلث راتبي ذهب في دقائق معدودة". وسط طوابير طويلة تمتد أمام مكاتب الجوازات، تبدو وجوه المراجعين مليئة بالقلق والخوف، بينما تظهر شاشات الكمبيوتر أرقام الغرامات المرعبة التي لا ترحم. النظام الجديد لا يعرف الاستثناءات أو المجاملات، كما أكد متحدث الجوازات السعودية، مضيفاً أن الغرامة تتضاعف مثل كرة الثلج المتدحرجة من أعلى الجبل.
هذا القرار يأتي ضمن خطة شاملة لتنظيم أوضاع المقيمين في إطار رؤية السعودية 2030، حيث تزايدت أعداد المقيمين بشكل كبير مما استدعى تشديد الرقابة وتحسين الأمن الوطني. د. فايزة الغامدي، خبيرة قانون الإقامة، تحذر: "النظام محكم ولا يقبل التساهل... مثل قوانين الضرائب في الإمبراطورية الرومانية". الخبراء يتوقعون أن نشهد تطبيق أنظمة مشابهة في دول خليجية أخرى قريباً، مما يعني أن هذا مجرد البداية لحقبة جديدة من الانضباط الصارم.
التأثير على الحياة اليومية للمقيمين أصبح واضحاً وقاسياً، حيث بات تجديد الهوية أولوية قصوى تسبق دفع الإيجار أو حتى شراء طعام الأطفال. مريم الفلبينية، عاملة منزلية، تكشف: "نمت ليلتين بلا نوم بسبب خوفي من الغرامة... كل يوم أتحقق من تاريخ انتهاء هويتي عشر مرات". الخبراء يتوقعون انضباطاً كاملاً في غضون عام واحد مع انخفاض المخالفات بنسبة 80%، لكن على حساب معاناة حقيقية للأسر محدودة الدخل. ردود الأفعال منقسمة بين مؤيد يشيد بالانضباط الحكومي ومعارض يشكو من قسوة الغرامات التي قد تدمر ميزانية أسرة بأكملها.
الخلاصة مرعبة وواضحة: 500 ريال في المرة الأولى، 1000 في الثانية، 3000 في الثالثة... تصاعد مالي لا يرحم أحداً. مستقبل بلا مخالفات أم مستقبل تحت ضغط الغرامات القاتلة؟ راجع هويتك الآن قبل فوات الأوان... دقيقة واحدة من المراجعة قد توفر عليك ثلاثة آلاف ريال من جيبك. هل ستكون التالي في طابور الغرامات المدمرة، أم في قائمة المنضبطين الناجين؟
