في تطور صادم يغير قواعد اللعبة، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن قرار ثوري يلغي شرط إصدار تذاكر العودة للمسافرين إلى السعودية، في خطوة ستوفر آلاف الريالات على كل مسافر. هذا القرار الذي دخل حيز التنفيذ فوراً، ينهي معاناة استمرت لسنوات طويلة مع تكاليف السفر الباهظة التي أثقلت كاهل الآلاف من العمالة اليمنية.
أحمد الحضرمي، عامل بناء عمره 35 سنة، لا يصدق ما يحدث: "لثلاث سنوات متتالية كنت مجبراً على دفع ثمن تذكرة عودة لم أستخدمها قط، كان الأمر مثل رمي المال في البحر". وأكد حاتم الشَّعبي، الناطق الرسمي للخطوط اليمنية، أن الحجز أصبح متاحاً لتذاكر الذهاب فقط على خطي جدة والرياض دون أي عقبات، بعد التنسيق مع الجهات المختصة السعودية.
هذا التطور يأتي بعد سنوات من المعاناة الصامتة للعمالة اليمنية، التي واجهت تعقيدات مرهقة وتكاليف باهظة في رحلاتها للبحث عن لقمة العيش. فاطمة السنباني، موظفة في شركة سفريات، تؤكد أن "القرار سيوفر على كل مسافر ما يعادل 400-600 دولار - مبلغ يعادل راتب شهر كامل للعامل البسيط". الخبر انتشر كالبرق بين الجالية اليمنية، ووصفه د. محمد العواضي، خبير الطيران المدني، بأنه "نقلة نوعية في تبسيط إجراءات السفر".
التأثير على الحياة اليومية للأسر اليمنية سيكون هائلاً، حيث ستتمكن من توفير مبالغ كبيرة كانت تُهدر على تذاكر غير مستخدمة. عبدالله الأهدل، مسافر منتظم للسعودية، يروي بصوت مرتجف من الفرح: "أخيراً، لن أضطر لدفع ثمن رحلة لا أحتاجها، هذا المال سيغير حياة عائلتي". مكاتب السفر شهدت ازدحاماً غير مسبوق منذ الإعلان عن القرار، بينما ترن الهواتف باستمرار من استفسارات المسافرين المتحمسين.
هذا القرار التاريخي يفتح الباب لعصر جديد من السفر الميسر للعمالة العربية، ويُتوقع أن يحفز شركات طيران أخرى لاتخاذ خطوات مشابهة. الفرصة ذهبية الآن للاستفادة من هذا التسهيل مع ضرورة التأكد من استيفاء جميع شروط السفر. هل سيكون هذا بداية انقلاب حقيقي في صناعة الطيران الإقليمي؟
