في تطور مثير هز أسواق المعادن النفيسة عالمياً، تراجعت أسعار الذهب اليوم رغم تحقيقها لمكاسب استثنائية للأسبوع الثامن على التوالي، وسط ترقب محموم لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي قد يحدد مصير تريليونات الدولارات. 4225 دولار للأونصة - رقم يساوي راتب 6 أشهر لموظف في المنطقة، وهو ثمن أونصة واحدة من المعدن الأصفر الذي يحبس أنفاس المستثمرين. الخبراء يحذرون: خلال ساعات قليلة، ستتحدد ثروات الملايين، فهل أنت مستعد؟
انخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.2% إلى 4225.90 دولار للأونصة، وهو رقم قد يبدو بسيطاً لكنه يعني تبخر 8.45 دولار من قيمة كل أونصة في ساعات قليلة. أحمد المستثمر من الرياض، الذي يراقب محفظته منذ الفجر، يقول بقلق: "شاهدت جزءاً من مدخراتي تختفي أمام عيني، رغم أنني ما زلت في المنطقة الخضراء من الأسابيع الماضية." في صالات التداول بدبي والكويت، تملأ الشاشات الحمراء المكاتب، بينما يحدق التجار في الرسوم البيانية وهم يحبسون أنفاسهم قبل الإعلان المرتقب.
منذ 8 أسابيع والذهب يحطم كل التوقعات، محققاً أكبر سلسلة مكاسب أسبوعية منذ أزمة 2008، عندما انهارت البنوك العملاقة وهرع المستثمرون للملاذ الآمن. د. محمد الخبير الاقتصادي يؤكد: "التضخم المتصاعد والنمو الاقتصادي البطيء يخلقان عاصفة مثالية لارتفاع الذهب." محللو Morgan Stanley منقسمون: نصفهم يتوقع انطلاقة نحو 4500 دولار مع خفض أسعار الفائدة المرتقب، بينما النصف الآخر يحذر من انهيار محتمل نحو 3800 دولار.
التأثير لا يتوقف عند أرقام التداول، ففي أسواق الذهب بسوق الذهب في دبي، تؤجل سارة عروس هذا الشهر شراء طقم زفافها قائلة: "أنتظر استقرار الأسعار، فالفرق قد يكلفني آلاف الريالات إضافية." عبدالله، تاجر المجوهرات في الكويت، يراقب الأسعار لحظة بلحظة: "كل دقيقة تأخير في القرار تعني ربحاً أو خسارة بالآلاف." إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما متوقع، فإن الذهب قد ينطلق كصاروخ نحو مستويات تاريخية جديدة، لكن العكس قد يعني انهياراً مؤقتاً يفتح فرصاً استثمارية ذهبية للجريئين.
مستوى 4020 دولار يمثل نقطة دعم حاسمة - هناك حيث ستتحدد ثروات المستقبل. الخبراء يشيرون لفرصة شراء استثنائية من هذه المستويات مع أهداف 4500 دولار بنهاية العام. المتفائلون يشترون، والمتشائمون يبيعون، أما الحكماء فينتظرون الإعلان التاريخي المرتقب. السؤال الآن ليس متى سيصل الذهب لـ 4500 دولار، بل هل أنت مستعد لرحلة الإثارة والأرباح التي تنتظرنا في الساعات القادمة؟