في 12 دقيقة ناريّة غيّرت الجونة مجرى التاريخ وحطمت كل التوقعات، محققة انتصاراً مدوياً على بترول أسيوط بثنائية نظيفة أهّلته لدور الـ16 في كأس مصر. فريق من قلب البحر الأحمر يكتب ملحمة رياضية لم يحلم بها أحد، ليصبح حديث الشارع المصري بين عشية وضحاها.
اللحظات الحاسمة انفجرت في الدقائق 55 و67 عندما سجل أحمد عبدالرسول ومحمد النحاس ثنائية قاتلة هزّت أسس بترول أسيوط. "لحظة تاريخية لنادي الجونة" كما وصفتها الإدارة الفنية، بينما شهدت مدرجات ملعب البحر الأحمر انفجاراً جماهيرياً لم تشهده المحافظة من قبل. حمادة الجمهور، أحد المشجعين المخلصين، روى بصوت مرتجف: "كانت كأنني أحلم، 20 عاماً أنتظر هذه اللحظة!"
هذا الإنجاز يأتي في سياق تاريخ كأس مصر الحافل بالمفاجآت، حيث سبق لأندية صغيرة أن اخترقت جدار الكبار وحققت إنجازات مدوية. الجونة اليوم يسير على نفس الدرب، مستفيداً من الإعداد المثالي واللعب في أرضه أمام جماهيره العاشقة. الخبراء يتوقعون مغامرة قد تمتد لمراحل أبعد، خاصة بعد الثقة الجارفة التي اكتسبها الفريق.
رغم محاولة محمود كمال إشعال شرارة الأمل الأخير لبترول أسيوط في الدقيقة 80، إلا أن العاصفة الحمراء كانت قد حسمت الأمور. اليوم، أهالي البحر الأحمر يحتفلون في الشوارع، والمقاهي الشعبية تتناقل حكاية الفريق الذي تحدى المستحيل. المباراة القادمة أمام الفائز من لقاء بيراميدز ومسار ستكون الاختبار الحقيقي لقدرة الجونة على مواصلة حلمه الخرافي.
الجونة كتب أجمل فصول قصته اليوم، وأثبت أن كرة القدم لا تعترف بالحسابات الورقية. الآن، يترقب الجميع الفصل القادم من هذه الملحمة. هل ستكون هذه بداية حكاية خرافية تُروى للأجيال، أم مجرد فصل جميل سرعان ما ينطوي في ذاكرة التاريخ؟