الرئيسية / شؤون محلية / حصري: قصة الـ 17 عام التي حولت فكرة بسيطة إلى إمبراطورية عالمية - كيف غيّر الدعم السعودي مصير الجالية الأردنية؟
حصري: قصة الـ 17 عام التي حولت فكرة بسيطة إلى إمبراطورية عالمية - كيف غيّر الدعم السعودي مصير الجالية الأردنية؟

حصري: قصة الـ 17 عام التي حولت فكرة بسيطة إلى إمبراطورية عالمية - كيف غيّر الدعم السعودي مصير الجالية الأردنية؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 03 ديسمبر 2025 الساعة 09:25 مساءاً

في تطور مُلهم يُعيد تعريف معنى النجاح والإصرار، استطاع مهندس أردني واحد أن يحوّل حلماً بسيطاً في جدة إلى إمبراطورية ثقافية تمتد عبر القارات. أكثر من 1000 نشاط ثقافي في 17 عاماً فقط - رقم يفوق إنجازات مؤسسات عملاقة، وقصة تثبت أن الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة ودعم صادق.

المهندس أيمن الرفاعي لم يكن يتخيل عام 2008 أن فكرته البسيطة لجمع أبناء الجالية الأردنية ستتحول إلى حركة عالمية تضم مئات الآلاف من المشاركين. "نحن نعيش في مملكة الحب والخير التي قدمت لنا كل الدعم"، يقول الرفاعي بصوت مُحمّل بالامتنان، وهو يستذكر كيف احتضنت الأرض السعودية حلمه وحولته إلى واقع مُبهر. في الفعالية الأخيرة بجدة، امتلأت القاعة بضحكات الأطفال وأصوات التصفيق الحماسي، بينما رفرفت الأعلام الأردنية والسعودية جنباً إلى جنب في مشهد يحبس الأنفاس.

القصة بدأت من حاجة إنسانية بسيطة - التواصل مع أبناء الوطن في بلاد الغربة. لكن ما جعل ملتقى النشامى مختلفاً هو الدعم السعودي غير المحدود، الذي تجاوز الضيافة التقليدية ليصبح شراكة حقيقية في بناء جسور ثقافية. كما نشر التجار العرب الحضارة قديماً عبر طرق التجارة، ينشر الملتقى اليوم الثقافة الأردنية من السعودية إلى العالم. الخبراء يؤكدون أن هذا النموذج يمثل مثالاً فريداً على كيفية تحويل الحاجة المجتمعية إلى مشروع حضاري مؤثر.

تأثير الملتقى تجاوز الأرقام والإحصائيات ليلامس حياة آلاف العائلات يومياً. سارة النعيمي، الطفلة الأردنية المولودة في جدة، تقول بفخر: "الملتقى علمني أنني أردنية رغم أنني لم أزر الأردن بعد". هذه الكلمات تلخص معجزة حقيقية - كيف نجح الملتقى في زرع بذور الهوية في قلوب جيل جديد. العائلات تتجمع اليوم في دوائر تشبه "المنسف التقليدي"، والشباب يكتشفون تراثهم من خلال الأنشطة، بينما الكبار يستعيدون ذكريات الوطن في كل لقاء. النتيجة؟ شبكة دعم اجتماعي قوية تربط بين الأجيال وتحافظ على الجذور.

اليوم، وبعد 17 عاماً من العطاء المتواصل، يقف ملتقى النشامى كشاهد على قوة الإرادة والدعم المتبادل. من قاعة واحدة في جدة إلى عشرات المدن حول العالم - إنجاز يستحق التقدير والدراسة. الرفاعي يختتم رسالته بكلمات مؤثرة: "الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والشعب السعودي الذي كان لنا الأخ والسند". السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: في عصر العولمة والتحديات الثقافية... هل ستكون جزءاً من الحل للحفاظ على الهوية أم ستتركها تذوب في بحر النسيان؟

اخر تحديث: 03 ديسمبر 2025 الساعة 10:25 مساءاً
شارك الخبر