في 12 ساعة طيران تحولت إلى كابوس مروع، اكتشف عشرات العمال البنغلاديشيين العائدين من أرض الحرمين أن سنوات من الأحلام والتوفير قد تبخرت في لحظات. فيديو صادم ينتشر الآن كالنار في الهشيم يكشف جريمة منظمة استهدفت أبسط الناس وأكثرهم كفاحاً، حيث عادوا بجيوب فارغة وقلوب محطمة بعد أن سُرقت أمتعتهم بالكامل على متن الخطوط الجوية الإثيوبية.
في مشهد يُدمي القلب، وقف أحمد حسن البالغ من العمر 35 عاماً وسط قاعة الوصول بمطار شاه جلال الدولي في دكا، يحمل حقيبة مكسورة الأقفال وفارغة تماماً. "لقد عملت 3 سنوات في الرياض لأشتري هذه الهدايا، كيف أواجه أطفالي الآن؟" قالها بصوت مختنق بالدموع. الحقائب المتناثرة حوله تحكي قصة مأساوية واحدة: عملية سرقة منظمة استهدفت عمالاً بسطاء حملوا معهم ثمار كدح سنوات طويلة. رائحة الخوف والقلق ملأت قاعة المطار، وأصوات النحيب امتزجت مع صرخات الغضب في مشهد لن تنساه عدسات الكاميرات.
هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد تكررت مأساة مشابهة في عدة مطارات عبور تستهدف العمالة المهاجرة تحديداً. د. كريم الله، خبير أمن المطارات، أكد أن "هذه عملية منظمة تستهدف فئة محددة من المسافرين الذين يُعرف عنهم حمل مبالغ كبيرة وهدايا ثمينة". الرحلة التي تضمنت توقفاً في أديس أبابا، إثيوبيا، تحولت من رحلة فرح وعودة للوطن إلى كابوس حقيقي. مثل قطاع الطرق في العصور القديمة، لكن بزي رسمي ومطار دولي، تمت السرقة بأساليب احترافية تدل على تخطيط مسبق.
بينما ينتظر آلاف الأسر في القرى النائية عودة أحبائهم بالهدايا الموعودة، تحولت لحظات الفرح المنتظرة إلى صدمة مدوية. سلمى خاتون، التي تنتظر زوجها منذ الفجر، لا تدري أن الساعة الذهبية التي وعدها بها والألعاب التي اشتراها لأطفالها قد ضاعت إلى الأبد. التأثير النفسي على هؤلاء العمال يفوق الخسارة المادية، فهم يواجهون الآن إحراجاً أمام عائلاتهم وخيبة أمل قد تدوم سنوات. صدمة كالصاعقة ضربت دون سابق إنذار، حطمت سنوات من الأمل في ثوان معدودة. المطار الذي كان من المفترض أن يشهد دموع فرح، امتلأ بدموع الحسرة والألم.
فيما تصمت الخطوط الجوية الإثيوبية عن تقديم تفسير واضح للحادثة، يطالب الضحايا بتحقيق شامل وتعويض عادل. فاروق الرحمن، 42 عاماً، الذي قاد احتجاج المطار ورفض الخروج حتى استرداد الحقوق، يؤكد أن "هذه ليست مجرد سرقة عادية، بل انتهاك صارخ لحقوق العمال وكرامتهم". السؤال الذي يطرح نفسه الآن: متى ستتوقف هذه الانتهاكات؟ ومن سيحمي أحلام البسطاء من عبث اللصوص؟