في أقل من 50 متر فقط... هذا كل ما يستطيع السائقون رؤيته هذا الصباح في الشرقية! جدار أبيض كثيف يبتلع مدناً بأكملها في دقائق معدودة، مخفياً معالم مألوفة ومحولاً الطرق المعروفة إلى متاهات غامضة. تحذير عاجل لكل من يخطط للسفر في الساعات القادمة - الضباب الساحر قد يكون مرعباً في الوقت نفسه.

يواجه مئات الآلاف من السائقين في الدمام والخبر والظهران تحدياً حقيقياً للوصول بأمان إلى وجهاتهم، حيث تنخفض الرؤية إلى أقل من طول شاحنة واحدة. "نظرت من النافذة فلم أر حتى السيارة المجاورة!" تروي فاطمة العلي ربة المنزل صدمتها من كثافة الضباب. الأرصاد الجوية تؤكد أن الظاهرة ستستمر حتى ساعات متأخرة من الصباح، مع درجات حرارة تصل إلى 27 درجة مئوية ورطوبة 37-38%.

هذه الظاهرة الجوية المذهلة تحدث عندما يلتقي الهواء البارد الليلي مع الرطوبة المرتفعة القادمة من الخليج العربي، مثل ضباب لندن الشهير في القرن الماضي، لكن أكثر جمالاً وأقل تلوثاً. د. سعد الأحمدي، خبير الأرصاد، يوضح: "الضباب ظاهرة طبيعية جميلة لكنها تتطلب حذراً شديداً، خاصة مع دخول موسم الشتاء حيث نتوقع تكرارها". التغيرات الموسمية ونمط الرياح المحلية تجعل المنطقة الشرقية مسرحاً مثالياً لهذه اللوحات الطبيعية الخلابة.

بينما يعيش خالد المطيري قلق التأخير عن اجتماع مهم - حيث تأخر 45 دقيقة في رحلته من القطيف إلى الخبر - يستمتع محمد الغامدي مصور الطبيعة بالتقاط صور خلابة لهذا الجدار الأبيض الساحر. الأمهات قلقات على أطفالهن، المصورون متحمسون، والأطفال مندهشون من هذا المشهد الذي يشبه حكايات الخيال. مع شروق الشمس تدريجياً، يبدأ الضباب في التلاشي كفيضان صامت ينسحب ببطء، تاركاً وراءه طقساً صافياً مثالياً وذكريات لا تُنسى.

مع تقدم فصل الشتاء، قد نشهد المزيد من هذه اللوحات الطبيعية الخلابة التي تذكرنا بجمال وتنوع مناخ المملكة. كن حذراً، تمتع بالجمال، واجعل سلامتك أولوية - اخرج مبكراً، شغّل الأنوار، وسِر ببطء شديد. هل ستتذكر أن تخرج مبكراً غداً... أم ستفاجئك الطبيعة مرة أخرى؟