الرئيسية / محليات / عاجل: عدن على شفا الانهيار الكامل... 22 ساعة ظلام و700 ألف بلا كهرباء أو مياه!
عاجل: عدن على شفا الانهيار الكامل... 22 ساعة ظلام و700 ألف بلا كهرباء أو مياه!

عاجل: عدن على شفا الانهيار الكامل... 22 ساعة ظلام و700 ألف بلا كهرباء أو مياه!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 03 ديسمبر 2025 الساعة 05:55 صباحاً

في تطور كارثي يهدد حياة 800 ألف مواطن، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس لـ22 ساعة يومياً، مسجلة أسوأ أزمة كهربائية في تاريخها الحديث. المدينة التي كانت عاصمة اقتصادية مزدهرة تعيش الآن على 9% فقط من احتياجاتها الكهربائية، في مشهد مرعب يذكرنا بأيام الحصار الاقتصادي. الساعات المقبلة قد تشهد انقطاعاً كاملاً للتيار الكهربائي، ما يعني كارثة إنسانية حقيقية.

أم محمد، ربة البيت البالغة من العمر 45 عاماً، تروي معاناتها بصوت مكسور: "أضطر لحفظ الطعام بالملح بعد تلف الثلاجة، والأطفال يصرخون من الحر الخانق بدون مكيفات." هذه المأساة الإنسانية تتكرر في كل بيت، حيث توقفت جميع محطات التوليد العاملة بوقود الديزل عن الخدمة كلياً، ولم يتبقَّ سوى محطة الرئيس بقدرة هزيلة تبلغ 65 ميغا واط فقط - مثل محاولة إضاءة ملعب كرة قدم بمصباح يدوي واحد. الفجوة المرعبة تبلغ 635 ميغا واط، وهو ما يعادل كهرباء مدينة كاملة بحجم الإسكندرية.

تعود جذور هذه الكارثة إلى نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، مع انقطاع إمدادات النفط الخام من منطقة أحور وميناء الضبة في حضرموت. د. ياسر الحداد، خبير الطاقة، يحذر بنبرة قاطعة: "هذه أسوأ أزمة كهربائية في تاريخ عدن الحديث، والوضع أسوأ من أيام الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينات." اليمن الذي يعاني من أزمة طاقة مستمرة منذ سنوات الصراع، يشهد الآن تفاقماً دراماتيكياً قد يؤدي إلى انهيار كامل للبنية التحتية.

شوارع عدن تغرق في ظلام حالك حتى في وضح النهار، بينما يبحث السكان عن الظل هرباً من حرارة الصيف الخانقة دون مكيفات. حسام التاجر يعبر عن يأسه: "أغلقت المحل نهائياً.. لا يمكن العمل ساعتين يومياً فقط." المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي حذرت من توقف شامل لخدماتها، ما يعني أن المدينة مهددة بكارثة صحية حقيقية. المستشفيات تكافح للحفاظ على أجهزة الإنعاش، والأطفال والمرضى يواجهون خطراً حقيقياً على حياتهم.

في ظل هذه المحنة التاريخية، تواجه عدن سيناريوهات مرعبة: إما وصول إمدادات عاجلة من النفط خلال 48 ساعة، أو انهيار شامل قد يستمر لأسابيع. المدينة التي صمدت عبر التاريخ أمام تحديات جسام، تحتاج الآن لتدخل عاجل محلياً ودولياً قبل فوات الأوان. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه: هل ستصمد عدن أمام هذه المحنة، أم أننا أمام كارثة إنسانية حقيقية ستغير وجه المدينة إلى الأبد؟

شارك الخبر