في تطور صادم هز أروقة الاستثمار السعودي، شهدت 227 شركة مدرجة في السوق السعودي زلزالاً استثمارياً حقيقياً خلال 24 ساعة فقط، حيث أعاد المستثمرون الأجانب تشكيل خريطة الملكية بطريقة لم نشهدها من قبل. بينما كان معظم المستثمرين المحليين نياماً، كانت الأموال الأجنبية تتحرك كالسيل الجارف عبر 133 شركة بالانسحاب، مقابل اجتياح 94 شركة أخرى. الخبراء يحذرون: هذا مجرد البداية، والتحرك الآن أو خسارة القطار للأبد!
شركة "صدق" تصدرت قائمة الشركات التي شهدت أعلى ارتفاع في الملكية الأجنبية بنسبة 0.35%، لترتفع إلى 4.18% - قفزة تاريخية تعكس حجم الثقة الدولية في القطاعات الاستراتيجية السعودية. أحمد السعد، مستثمر محلي يبلغ من العمر 45 عاماً، يروي مرارة اللحظة: "خسرت فرصة ذهبية في صدق لأنني ترددت يوماً واحداً فقط، والآن أشاهد الأجانب يحصدون الأرباح التي كانت في متناول يدي". في المقابل، انسحب المستثمرون الأجانب من شركة "الأندية للرياضة" بنسبة 0.27%، في حركة تكتيكية محيرة تثير التساؤلات حول الاستراتيجية الخفية وراء هذه القرارات.
هذا التحرك الاستثماري الضخم ليس صدفة، بل ثمرة ناضجة لبرنامج رؤية 2030 الذي فتح أبواب الاستثمار على مصراعيها، والآن نحصد النتائج المذهلة والمخيفة في آن واحد. د. محمد العتيبي، خبير الأسواق المالية، الذي حذر منذ شهرين من هذا التحرك، يؤكد: "هذا أكبر تحرك أجنبي منسق شهدناه منذ سنوات، مشابه لما حدث في الأسواق الآسيوية قبل نهضتها الاقتصادية". الأرقام تتحدث بوضوح: 59% من الشركات شهدت ارتفاعاً في الملكية الأجنبية مقابل 41% انخفاض - نسب تحكي قصة تحول جذري في بنية السوق السعودي.
التأثير لا يقتصر على أرقام الشاشات الخضراء والحمراء، بل يمتد ليطال محافظ التقاعد وصناديق الاستثمار التي يعتمد عليها ملايين السعوديين في تأمين مستقبلهم المالي. فاطمة الزهراني، موظفة بنك، تصف المشهد: "شاهدت ذعر العملاء وهم يتابعون أسهمهم، البعض يبتسم والآخرون عاجزون عن الكلام". الفرصة ذهبية للمستثمرين الأذكياء الذين يستطيعون قراءة الخريطة الجديدة، لكنها فخ خطير للمتهورين الذين قد يجدون أنفسهم خارج اللعبة تماماً. د. سارة المالكي، المحللة المالية التي توقعت هذا التحرك، حققت أرباحاً بنسبة 15% وتنصح: "راقبوا الشركات التي انخفضت فيها الملكية الأجنبية، قد تكون الفرصة التالية كامنة هناك".
السوق السعودي يعيش اليوم تحولاً تاريخياً حقيقياً، حيث تعيد 227 شركة تشكيل هويتها الاستثمارية في مشهد يشبه لعبة الشطرنج العملاقة. الخبراء مجمعون: هذا مجرد البداية، والموجات القادمة ستكون أقوى وأكثر تأثيراً. النصيحة الذهبية: راقب محفظتك بعين الصقر، ادرس السوق بعقل المحلل، واتخذ قرارك بحكمة الخبير. السؤال المليوني الذي يؤرق كل مستثمر الليلة: هل نحن شهود على ميلاد عصر ذهبي جديد للاقتصاد السعودي، أم على بداية نهاية السيطرة المحلية على قلب اقتصادنا النابض؟