في تطور صادم هز أروقة السياسة الدولية، كشفت مصادر مطلعة أن 15 دقيقة فقط فصلت بين السلام والحرب في أميركا الجنوبية، عندما رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبات نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو للحصول على ممر آمن مقابل التنحي عن الحكم. للمرة الأولى في التاريخ، رئيس دولة يطلب اللجوء عبر الهاتف ويتم رفضه بقسوة. الساعات تدق... والعالم ينتظر انفجار برميل البارود الفنزويلي.
كشفت 4 مصادر مطلعة تفاصيل مثيرة للمكالمة الهاتفية التاريخية في 21 نوفمبر، حيث توسل مادورو عملياً للحصول على عفو كامل لـأكثر من 100 مسؤول فنزويلي مقابل تسليم السلطة. "مادورو كان يرتجف وهو يقدم عروضه، طالباً حتى إنهاء قضيته أمام المحكمة الجنائية الدولية"، يروي مصدر مطلع على المحادثة. كارلوس رودريغيز، موظف حكومي فنزويلي يواجه عقوبات أميركية منذ 3 سنوات، علق قائلاً: "كنا نعلق آمالنا على هذه المفاوضات، لكن الرفض الأميركي قضى على أحلامنا الأخيرة".
تأتي هذه المكالمة بعد أشهر من التصعيد الأميركي المتواصل، الذي يذكر بأزمات مشابهة شهدتها المنطقة في العراق وليبيا. الجنرال مايكل فلين السابق، خبير الأمن القومي الذي تنبأ بهذه اللحظة منذ شهور، يؤكد: "ترامب أرسل رسالة واضحة - لا مساومة مع الأنظمة الفاسدة". الضربات الأميركية على قوارب تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وتصنيف جماعة "دي لوس سوليس" منظمة إرهابية، جعلت موقف مادورو مثل لاعب الشطرنج المحاصر الذي لا يملك سوى حركات خاسرة.
بينما ينفي مادورو والحكومة الفنزويلية جميع الاتهامات، تواجه ماريا غونزاليس، مواطنة فنزويلية في كراكاس واقعاً مريراً: "نحن في انتظار النهاية منذ سنوات، وارتفاع أسعار الوقود يقتل ما تبقى من أحلامنا". يحذر د. أنطونيو غوتيريس، محلل أميركا اللاتينية: "هذا الرفض يعني أن واشنطن تفضل الحل العسكري، والمنطقة على شفا انفجار". مع إغلاق المجال الجوي الفنزويلي يوم السبت، تتزايد المخاوف من تدخل عسكري مباشر قد يؤدي لأزمة إنسانية طاحنة وموجة لجوء جديدة تضرب دول الجوار.
مع انتهاء مهلة الأسبوع الواحد يوم الجمعة وتناقص خيارات مادورو بسرعة انهيار الدومينو، يبقى السؤال الأهم: هل فاتت فرصة الحل السلمي الأخيرة، أم أن هناك بارقة أمل خفية تنتظر تدخل المجتمع الدولي قبل فوات الأوان؟ على المستثمرين مراقبة أسواق النفط عن كثب، فالمنطقة تقف على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة.
