في عالم كرة القدم الذي لا يعترف إلا بلغة الأرقام والأداء الحالي، أطلق الأداء المذهل للنجم الأردني موسى التعمري مع فريقه رين الفرنسي، خاصة بعد المباراة التاريخية التي "سحق" فيها موناكو بنتيجة 4-1، شرارة جدل واسع في الأوساط الرياضية العربية. السؤال الذي كان يُعتبر من المحرمات حتى أسابيع قليلة مضت، أصبح اليوم يُطرح بقوة على طاولة النقاش: هل نشهد بداية أفول نجم محمد صلاح، وتزامنه مع بزوغ نجم جديد يخطف لقب "أفضل لاعب عربي"؟
صعود الصاروخ الأردني: التعمري يغزو فرنسا
لم يكن أداء موسى التعمري ضد موناكو مجرد مباراة جيدة، بل كان بمثابة بيان إعلان عن قدوم نجم من الطراز الرفيع. بتقييم خرافي بلغ 9.8/10، لم يكتفِ التعمري بالمساهمة في الهدف الثاني الذي فتح شهية فريقه لتسجيل المزيد، بل كان شعلة نشاط لا تهدأ في الملعب، مما جعله يحصل على لقب "رجل المباراة" من معظم المنصات الإحصائية 1.
هذا التألق لم يكن وليد الصدفة. فالتعمري يقدم مستويات ثابتة ومميزة هذا الموسم، حيث سجل أهدافاً حاسمة وقدم أداءً لافتاً في مباريات أخرى، مثل مباراته ضد تولوز. هذا الأداء المتصاعد حوله إلى قطعة أساسية لا غنى عنها في تشكيلة نادي رين، وأعاد تعريف سقف طموحات اللاعب الأردني والعربي في أوروبا.
تراجع الملك المصري: ماذا يحدث لصلاح؟
في المقابل، يعيش محمد صلاح، الذي تربّع على عرش الكرة العربية لسنوات، فترة من انعدام الوزن تُعتبر الأغرب في مسيرته مع ليفربول. فبعد أن كان ماكينة أهداف لا تتوقف، تشير الأرقام هذا الموسم إلى تراجع مقلق. ففي الدوري الإنجليزي، لم يسجل صلاح سوى 4 أهداف حتى الآن، وبشكل عام، سجل 7 أهداف فقط في آخر 24 مباراة له، وهو رقم لا يليق أبداً بتاريخه 2.
هذا التراجع لم يمر مرور الكرام على الخبراء، حيث أشار نجم ليفربول السابق جيمي كاراغر إلى أن "ساقيه قد تضررتا"، في إشارة إلى تراجع حالته البدنية. بل إن بعض التحليلات ذهبت إلى أبعد من ذلك، مشيرة إلى أن ليفربول ظهر في بعض المباريات بشكل أفضل بدونه، مما يطرح تساؤلات حول مستقبله في قلعة الأنفيلد.
مقارنة بالأرقام: هل انقلب الهرم؟
لغة الأرقام قد تكون قاسية، لكنها الأكثر صدقاً في عالم كرة القدم. المقارنة بين أداء اللاعبين في الموسم الحالي (2025/2026) تظهر تبايناً واضحاً في المسار:
المعيار | موسى التعمري (رين) | محمد صلاح (ليفربول) |
الأداء الحالي (Form) | تصاعدي ⬆️ (تقييمات عالية وأداء حاسم) | هبوطي ⬇️ (أداء متذبذب وأرقام متواضعة) |
المساهمات التهديفية | مساهمات مباشرة ومستمرة في انتصارات الفريق | 4 أهداف في الدوري، 7 في آخر 24 مباراة |
التقييم من الخبراء | إشادة واسعة وتقييمات قياسية (9.8/10) | انتقادات ومخاوف من تراجع المستوى |
الدور في الفريق | لاعب محوري وأساسي لا غنى عنه | أساسي، لكن تأثيره بدأ يضعف |
رأي الخبراء: بين الحاضر والتاريخ
يجمع المحللون على أن تاريخ محمد صلاح وإنجازاته تضعه في مكانة خاصة لا يمكن إنكارها. فهو أسطورة حية وأحد أفضل من لمسوا الكرة في تاريخ العرب. لكنهم يشددون في الوقت نفسه على أن لقب "الأفضل حالياً" يعتمد على الأداء في الحاضر، وليس على أمجاد الماضي.
"بينما يبقى صلاح أيقونة تاريخية، فإن ما يقدمه التعمري أسبوعاً بعد أسبوع في الدوري الفرنسي يجعله المرشح الأبرز ليكون اللاعب العربي رقم واحد في الوقت الحالي. إنه يقدم كرة قدم ممتعة، حاسمة، ومليئة بالشغف" - محلل رياضي (مقتبس)
خاتمة:
قد يكون من المبكر حسم هذا الجدل بشكل نهائي، فصلاح يمتلك من الخبرة والجودة ما يمكنه من العودة إلى مستواه في أي لحظة. لكن المؤكد أن موسى التعمري لم يعد مجرد "لاعب أردني موهوب"، بل أصبح منافساً حقيقياً على عرش الكرة العربية، فارضاً نفسه بقوة كأحد أفضل اللاعبين العرب في الساحة الأوروبية حالياً. والسؤال الآن لم يعد "هل يمكنه المنافسة؟" بل "هل حسم المنافسة لصالحه بالفعل؟".