في خبر صاعق هز محافظة المهرة اليوم، أعلنت شركة النفط اليمنية عن تخفيض تاريخي لسعر الديزل إلى 1275 ريال للتر الواحد فقط - رقم لم تشهده المنطقة منذ سنوات طويلة. لأول مرة منذ بداية الأزمة، تختفي طوابير الوقود من شوارع المهرة، والسؤال المحير: لماذا الآن وهل سيستمر؟
محمد علي، سائق تاكسي من المهرة، لم يصدق عينيه عندما قرأ اللوحة الجديدة أمام المحطة: "كنت أدفع راتبي كله تقريباً على الوقود، اليوم أشعر أنني أتنفس أخيراً". التعميم الرسمي من الشركة جاء واضحاً وصارماً: "نهيب بجميع المحطات الالتزام بالتسعيرة الجديدة والتقيد بها بشكل كامل". الأرقام تتحدث عن نفسها - الأسرة اليمنية العادية قد توفر أكثر من 50,000 ريال شهرياً من فاتورة الوقود وحدها.
خلف هذا القرار المفاجئ قصة طويلة من المعاناة، فاليمن يئن تحت وطأة أزمة وقود خانقة منذ سنوات الحرب الطويلة. د. أحمد المهري, خبير النفط، يشير إلى أن هذا القرار استراتيجي: "تحسن الوضع الأمني في المهرة وانفتاح طرق الإمداد البحرية أتاح هذه الفرصة الذهبية". آخر مرة شهد فيها اليمنيون تخفيضاً مماثلاً كانت قبل الحرب، عندما كان الوقود متاحاً ورخيصاً للجميع. التشبيه الأقرب: انخفاض السعر جاء كالمطر بعد قحط طويل، ينعش الاقتصاد المحلي.
التأثير على الحياة اليومية فوري ومباشر - الآن يمكن للأب أن يوصل أطفاله للمدرسة دون قلق من فاتورة الوقود المدمرة. فاطمة سالم, ربة منزل، تصف المشهد: "رأيت الطوابير تختفي من أمام المحطات لأول مرة منذ سنوات، والابتسامات عادت لوجوه السائقين". الخبراء يتوقعون انتعاش قطاع النقل بنسبة تصل إلى 15% وانخفاض أسعار البضائع تبعاً لذلك. لكن التحدي الأكبر: ضمان استدامة الإمداد ومنع التهريب للمحافظات المجاورة حيث الأسعار لا تزال مرتفعة.
هل ستكون المهرة بداية موجة تخفيضات تشمل كل اليمن؟ السؤال الآن ليس كم سنوفر اليوم، بل ماذا لو عادت الأسعار للارتفاع غداً؟ على المواطنين الاستفادة بحكمة من هذه النعمة المؤقتة أو الدائمة - الوقت وحده سيحدد ذلك. النصيحة الذهبية: استثمروا التوفير في تطوير أعمالكم، فالفرص لا تأتي دائماً مرتين.