الرئيسية / مال وأعمال / شاهد: أسعار الخضروات الجديدة في عدن تصدم المواطنين - الليمون بـ3000 ريال والبسباس يحلق عالياً!
شاهد: أسعار الخضروات الجديدة في عدن تصدم المواطنين - الليمون بـ3000 ريال والبسباس يحلق عالياً!

شاهد: أسعار الخضروات الجديدة في عدن تصدم المواطنين - الليمون بـ3000 ريال والبسباس يحلق عالياً!

نشر: verified icon مروان الظفاري 02 ديسمبر 2025 الساعة 12:15 مساءاً

3000 ريال! هذا ما كانت تدفعه الأسرة اليمنية مقابل كيلو واحد من الليمون، سعر يعادل راتب موظف لمدة ساعتين عمل كاملتين. لكن في تطور مفاجئ يحمل بارقة أمل لملايين اليمنيين، شهدت أسواق العاصمة عدن انفراجة حقيقية في أسعار الخضروات الأساسية. لأول مرة منذ شهور، تبتسم ربات البيوت عند رؤية قوائم الأسعار، لكن السؤال المحوري: هل ستدوم هذه المعجزة؟

في مشهد لم تشهده أسواق عدن منذ شهور طويلة، انخفضت أسعار الخضروات الأساسية بشكل ملحوظ، مما أدى لزحام غير مسبوق من المتسوقين الذين فوجئوا بالأسعار الجديدة. البطاطس انخفضت إلى 800 ريال للكيلو الواحد، والبصل استقر عند 700 ريال - توفير قد يصل إلى 300 ريال للكيلو الواحد مقارنة بالشهر الماضي. "أخيراً أستطيع طبخ السلطة بالليمون لأطفالي"، تقول فاطمة سالم، ربة منزل، وعيناها تلمعان فرحاً وهي تحمل كيساً ممتلئاً بالخضروات الطازجة. محمد العدني، تاجر خضروات محلي، يكشف السر: "تمكنا من التعامل المباشر مع المزارعين وتجنب الوسطاء، مما ساهم في خفض الأسعار."

منذ بداية الأزمة الاقتصادية الطاحنة، شهدت أسعار الخضروات في اليمن ارتفاعاً جنونياً وصل لحد منع الأسر متوسطة الدخل من شرائها بانتظام. آخر مرة شهدت فيها عدن أسعاراً مماثلة كانت قبل تصاعد الحرب، عندما كان الليمون في متناول الجميع وليس مثل الذهب كما أصبح. خبراء الاقتصاد يربطون هذا الانخفاض المفاجئ بعدة عوامل: تحسن نسبي في سعر صرف الريال اليمني، انخفاض تكاليف النقل بسبب توفر الوقود، وتحسن الأوضاع الأمنية في الطرق المؤدية للأسواق. د. عبدالله الاقتصادي، خبير الأسواق، يؤكد: "هذا مؤشر إيجابي، لكن يحتاج لاستدامة حقيقية."

التأثير لم يقتصر على الأرقام فحسب، بل امتد للحياة اليومية للأسر اليمنية. أم أحمد، موظفة حكومية تبلغ 42 سنة، تروي بصوت مرتجف: "كنت أتجنب شراء الليمون لشهور بسبب سعره الجنوني، والآن أخيراً سأطبخ الكبسة بالخضروات الطازجة لأطفالي." إذا استمر هذا الانخفاض، فقد نشهد تحسناً حقيقياً في الوضع الغذائي لملايين الأسر اليمنية التي اضطرت لحذف الخضروات من قوائم مشترياتها. لكن الحذر مطلوب - كما يحذر التجار من أن شراء كميات كبيرة قد يؤدي لتلف المنتجات. بينما يفرح المستهلكون بهذا التطور، يتخوف بعض التجار من انخفاض هوامش ربحهم المعتادة.

في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، تحمل هذه الأسعار الجديدة نفساً من الأمل والفرج. انخفاض أسعار الخضروات الأساسية، وفرح المستهلكين، وتحذيرات من ضرورة ضمان الاستدامة - هذه هي معادلة المرحلة الحالية. على الحكومة العمل على ضمان استقرار هذه الأسعار، وعلى المواطنين الاستفادة من هذه الفرصة بحكمة. لكن السؤال الذي يؤرق الجميع يبقى: هل يمكن أن تكون هذه الانفراجة بداية الفرج الحقيقي، أم مجرد هدنة مؤقتة قبل عودة الأسعار الجنونية مرة أخرى؟

شارك الخبر