14,217 كيلومتر - رقم يعيد تعريف مفهوم النهر في القرن 21. في خطوة تحدث ضجة هائلة في عالم الهندسة، أطلقت السعودية شبكة نقل مياه اصطناعية تبدو للوهلة الأولى كمعجزة تفوق الخيال، متخطية بذلك نهر النيل بأكثر من الضعف. وبينما يعاني العالم من أزمة مياه متفاقمة، تأتي المملكة لتعيد كتابة قوانين الطبيعة وتثبت قدرتها على تحدي الظروف بما لا يخطر على بال. المزيد من التفاصيل المثيرة تتوالى.
إنجازاً جديداً تهديه السعودية للعالم، شبكة مائية تمتد لمسافة 14,217 كيلومتر، متجاوزة بذلك طول نهر النيل الذي يصل إلى 6,650 كيلومتر فقط. وأكدت العين الإخبارية أن هذه الشبكة هي الأكبر من نوعها، حيث يتم نقل مليون متر مكعب يومياً، مما يجعلها تسهم في تحويل الصحراء الجافة إلى واحة تقنية حديثة. ويعكس حديث الخبراء أن قدرة هذه الشبكة على إنجاز المستحيل تثبت أن المملكة صممت بالفعل الطرق التي تشق بها الجبال وتتحدى الطبيعة. أحد الشهود، عبدالله السكن، ساكن الرياض، يشهد تدفق المياه العذبة لمنزله يومياً، ويصفها بتجربة غامرة للشعور بالأمان والراحة.
على مر العصور، واجهت الحضارات القديمة تحديات الري المعروفة، ولكن هذه المرة، تتجاوز السعودية كل التوقعات بتقديم نموذج تقني يعد ثورة في تحدي ندرة المياه في البيئات الصحراوية القاسية. ويكمن السبب الرئيسي في الحاجة للأمن المائي، مما دفع المملكة لابتكار تقنيات متقدمة في ضخ المياه لارتفاعات 3,000 متر، مع ضغط يصل إلى 90 بار. يتوقع الخبراء أن يحمل هذا النموذج أملًا للدول التي تكافح من أجل مياهها العذبة، ليكون قدوة تستفيد منها الكثير من المجتمعات العالمية بعيدة عن مصادر المياه التقليدية.
ضمان المياه العذبة لمنازل ومصانع المملكة أصبح حقيقة واقعة، بمساعدة هذه الشبكة الاصطناعية التي تتيح أمانًا دائمًا لمستقبل المملكة والمواطنين فيها. يتوقع أن تعزز السعودية مكانتها الريادية عالميًا في تصدير التقنية المائية، بينما تفتح فرصًا استثمارية هائلة في هذا القطاع الواعد. يبدو أن الزعماء الدوليين يبدون إعجابهم الشديد، وتتكاثر طلبات الشراكة والتعاون مع المملكة لضمان مرور علومهم للجيل القادم من الابتكار المائي.
باختصار، تبدو تلك الأنهار الاصطناعية بطولها الذي يتعدى النيل وكأنها مقطوعة من السماء تتحدى الجاذبية والطبيعة، مقدمة للعالم نموذجًا يُحتذى به. دعوة مفتوحة لأهل المملكة والعالم لزيادة الاستثمار في التعليم التقني والمياه، فالسؤال يبقى: إذا كانت المملكة قادرة على قهر الصحراء، فما المستحيل الذي لا يمكن تحقيقه؟