في تطور جوي مفاجئ، يستيقظ 5 ملايين سعودي اليوم على مشهد لم يتوقعوه - شبورة خانقة تحاصر مناطق واسعة من المملكة، حيث تنخفض الرؤية إلى أقل من 100 متر في أجزاء من مكة والحدود الشمالية. الخبراء يطلقون تحذيرات عاجلة للسائقين والمسافرين: الساعات السبع القادمة ستكون الأخطر على الطرقات السعودية.
أحمد المطيري، سائق في طريق الرياض-الدمام، يروي لحظات الرعب التي عاشها فجر اليوم: "كانت الرؤية صفراً تقريباً، شعرت كأنني أقود داخل غيمة". في المقابل، تستقبل سارة الغامدي، مزارعة في منطقة مكة، الأمطار المتفرقة بفرح غامر لري محاصيلها التي تنتظر المياه منذ شهور. الأرقام تتحدث بوضوح: منطقتان رئيسيتان تحت تأثير مباشر للتقلبات الجوية، بينما الرياح الشمالية الغربية تهب بقوة مروحة طائرة هليكوبتر عبر البحر الأحمر.
هذه الموجة الجوية تشبه إلى حد كبير موجة الأمطار التاريخية التي شهدتها المملكة في شتاء 2018، لكن الخبراء يؤكدون أن الوضع الحالي أكثر تعقيداً. د. محمد العتيبي، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال الغربي تتصادم مع الهواء الدافئ، مما يخلق ظروفاً مثالية لتكوين ضباب كثيف يستمر لساعات". البيانات الفضائية تظهر أن مساحة التأثر تعادل حجم دولة الكويت، والتوقعات تشير إلى استمرار هذه الحالة لعدة أيام قادمة.
الحياة اليومية لملايين السعوديين تشهد انقلاباً جذرياً هذا الصباح. عبدالله الشهري، مسافر في مطار الملك عبدالعزيز، شاهد تأخير عشرات الرحلات بسبب انعدام الرؤية، بينما تزداد حوادث الطرق بنسبة قد تصل إلى 300% خلال فترات الضباب الكثيف حسب الإحصائيات السابقة. لكن الصورة ليست قاتمة تماماً - المزارعون يبتسمون وهم يشاهدون قطرات المطر تنساب على الأوراق الجافة، ورائحة التراب بعد المطر تملأ الأجواء بعبق الحياة الجديدة. الفرصة متاحة الآن لتجميع مياه الأمطار والاستفادة من انخفاض درجات الحرارة بعد شهور من الحر الشديد.
مع استمرار هسيس قطرات المطر وأبواق السيارات في الضباب، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى استعداد المواطنين لهذه التقلبات. الخبراء ينصحون بتجنب القيادة في الضباب الكثيف وحمل مظلة ومراجعة حالة الطقس قبل أي سفر. التوقعات تشير إلى استقرار تدريجي للأحوال الجوية خلال الأيام القادمة، لكن الساعات القليلة المقبلة ستظل الأخطر. هل أنت مستعد حقاً لمواجهة ما تخبئه السماء؟