في خطوة ثورية تُعيد تعريف الفخامة والحصرية، كشفت السعودية عن استثمار خيالي بقيمة 200 مليون ريال لخدمة 66 ضيفاً فقط في "حلم الصحراء" - أول قطار خمس نجوم يخترق 1300 كيلومتر من أجمل صحاري العالم. هذا يعني أن كل مقعد واحد كلف المملكة أكثر من 3 ملايين ريال، في مشهد لم تشهده منطقة الشرق الأوسط التي تضم 400 مليون نسمة من قبل. الخبراء يحذرون: المقاعد ستنفد خلال دقائق من بدء الحجز.
"هذا المشروع سيعيد تعريف مفهوم السياحة الصحراوية عالمياً" - هكذا وصف د. أحمد التقني، خبير النقل والسياحة، هذا الإنجاز التاريخي الذي يضع المملكة في مصاف سويسرا واليابان للسياحة الفاخرة. سارة الإنسي، المستثمرة الثلاثينية في الضيافة الفاخرة، حجزت بالفعل ثلاث رحلات: "لم أتردد لحظة واحدة، هذه فرصة العمر لتجربة لا يمكن تكرارها." الشراكة الاستثنائية بين الخطوط السعودية وشركة "أرسينالي" الإيطالية العريقة أنتجت تحفة فنية متحركة: 14 عربة تحوي 33 جناحاً فاخراً مزينة بالزخارف الإسلامية والذهب الخالص.
خلف هذا المشروع الجبار يقف حلم أكبر ضمن رؤية 2030، حيث تسعى المملكة لتحويل صحاريها الشاسعة من مجرد مساحات فارغة إلى وجهات عالمية تنافس جبال الألب السويسرية. المعمارية العالمية ألين أسمر دامان نحتت كل تفصيلة بعناية مستوحاة من التراث السعودي الأصيل، بينما الطهاة العالميون يحضرون تجربة طعام تمزج بين النكهات العربية الأصيلة والمأكولات الإيطالية الفاخرة. اتفاقية الـ25 عاماً تضمن استمرارية هذا الحلم وتطويره لخطوط إضافية تربط المملكة بدول الخليج.
لكن وراء هذه الفخامة المذهلة قصة أخرى: خالد، رجل الأعمال الأربعيني من جدة، يقلب حساباته البنكية بحثاً عن إمكانية خوض هذه التجربة الحلم. "أعمل منذ 20 عاماً وأحلم بتجربة كهذه، لكن السعر المتوقع قد يفوق راتبي الشهري" - مشاعر يشاركها آلاف المواطنين الذين يشاهدون هذا الإنجاز التاريخي من بعيد. النتيجة المتوقعة؟ خلق آلاف الوظائف الجديدة في الضيافة الفاخرة، وارتفاع جنوني في أسعار الأراضي على طول مسار الرياض-القريات، وتحويل الصحراء السعودية إلى أغلى وجهة سياحية في العالم.
بحلول نهاية 2026، ستنطلق أول رحلة تجارية عبر قلب الصحراء، حاملة معها 66 محظوظاً فقط ليشهدوا ولادة عصر جديد من السياحة النخبوية. الخبراء يتوقعون تطوير 5 خطوط إضافية خلال العقد القادم، مما سيحول المملكة إلى مركز عالمي للسياحة الصحراوية الفاخرة. السؤال الذي يحير الملايين الآن: هل ستكون من المحظوظين الـ66 في كل رحلة؟ أم ستبقى تراقب هذا الحلم الذهبي وهو يعبر أمامك في الصحراء؟