في صدمة اقتصادية حقيقية هزت أسواق المعادن النفيسة، قفز سعر الذهب في عدن وصنعاء بمقدار 7,842 ريال يمني خلال 24 ساعة فقط - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لأسبوع كامل! هذا الارتفاع التاريخي الذي وصل بسعر الأوقية عالمياً إلى 4,221 دولار يطرح السؤال الأهم: هل حان وقت الشراء الذهبي أم أن العاصفة لم تبدأ بعد؟
أم محمد، الموظفة الحكومية البالغة من العمر 45 عاماً، تقف أمام متجر الذهب في سوق صنعاء وهي ترتجف من الصدمة: "أردت بيع سواري الذهب لأجل احتياجات أولادي، لكن الأسعار أصبحت جنونية حقاً". التاجر أحمد الحضرمي يؤكد: "شهدنا إقبالاً منقطع النظير على البيع من المالكين، بينما توقف الشراء تماماً". الأرقام تتحدث بوضوح: جرام الذهب عيار 24 وصل إلى 32,595 ريال يمني، أي ما يعادل 137 دولار أمريكي.
خلف هذا الارتفاع المدوي تقف عوامل متشابكة تبدأ بـالأزمة الاقتصادية اليمنية المستمرة وتنتهي بموجة التضخم العالمي التي تجتاح الأسواق. الدكتور عبدالله النقيب، خبير الاقتصاد اليمني، يشرح: "هذا الارتفاع ليس مفاجئاً في ظل انهيار قيمة الريال اليمني والبحث المحموم عن ملاذات آمنة للثروة". المقارنات التاريخية تكشف الحقيقة المرة: آخر مرة شهدنا فيها مثل هذا الجنون كانت خلال أزمة 2008 المالية.
محمد صالح، الصائغ في سوق الذهب بصنعاء، يروي مشهداً يحبس الأنفاس: "الزبائن يأتون للسؤال فقط، وجوههم شاحبة من الصدمة عند سماع الأسعار". العائلات اليمنية تواجه الآن خياراً مؤلماً: إما تأجيل مجوهرات الزفاف أو دفع مبالغ خيالية لم يحلموا بها من قبل. الأكثر إيلاماً؟ جرام الذهب الواحد يكلف الآن أكثر من راتب مدرس يمني شهرياً بالكامل!
مع وصول الذهب لهذه المستويات التاريخية المرعبة، يحذر الخبراء من قرارات متهورة في ظل هذا التقلب الجنوني. التوقعات تشير إلى مزيد من العواصف في الأفق، بينما الفرصة الذهبية للبيع قد تكون الآن أو أبداً. السؤال الذي يؤرق الجميع: في ظل هذه التقلبات الجنونية، هل ما زال الذهب ملاذاً آمناً أم فخاً خطيراً ينتظر ضحاياه؟