في تطور صادم أذهل عشاق الكرة حول العالم، حقق منتخب اليمن للناشئين المستحيل - 15 نقطة من 15 نقطة ممكنة و24 هدفاً مقابل هدفين فقط، ليكتب التاريخ بأحرف من ذهب! في بلد يواجه أصعب الظروف، كتب 23 شاباً لم يتجاوزوا السابعة عشر عاماً ملحمة أسطورية ستُحفر في ذاكرة الكرة الآسيوية إلى الأبد. بعد عقود من الانتظار والأحلام المؤجلة، وصل الحلم اليمني أخيراً إلى آسيا، والمحطة القادمة: السعودية 2026!
على ملعب دولين عمرزاكوف في العاصمة القيرغيزية بيشكك، خاض أبطال اليمن الصغار معركة العمر أمام منتخب لاوس. فهد الفقيه، البالغ من العمر 16 عاماً فقط، تحول إلى أسطورة حقيقية بتسجيله 3 أهداف حاسمة، بينما أضاف عبد الرحمن رمزي هدفين رائعين في الشوط الثاني. النتيجة النهائية 4-2 لم تعكس الهيمنة الحقيقية للشباب اليمني. أحمد السالم، والد فهد الفقيه، يروي بدموع الفرح: "ابني كان يحلم بهذه اللحظة منذ طفولته، رغم كل الصعوبات التي واجهناها. اليوم حلمه أصبح حقيقة تفخر بها أمة كاملة."
هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل كان نتاج سنوات من العمل الصامت والإيمان بالحلم رغم كل المعوقات. كما فعلت آيسلندا في يورو 2016، أعاد اليمن تعريف المستحيل في كرة القدم. المنتخب اليمني سحق غوام بعشرة أهداف، وهزم قيرغيزستان 2-0، وأذل باكستان بخماسية نظيفة، قبل أن يختتم مشواره الخرافي بالفوز على كمبوديا 3-0 ثم لاوس 4-2. د. سالم الهتاري، المحلل الرياضي، يؤكد: "هذا الإنجاز يثبت أن الموهبة اليمنية موجودة وقادرة على المنافسة عالمياً، ما كان ينقصنا هو الدعم والاستثمار في المكان الصحيح."
في شوارع صنعاء وعدن وتعز، احتفل الشعب اليمني بفرحة لم يشهدها منذ سنوات طويلة. محمد العامري، المشجع اليمني الذي سافر إلى قيرغيزستان خصيصاً لمتابعة أبطاله، لم يستطع إخفاء انفعاله: "بكيت من الفرح عندما سمعت النتيجة النهائية، لم أصدق أن اليمن وصل أخيراً لهذا المستوى." هذا التأهل التاريخي لن يرفع معنويات شعب فقط، بل سيلهم جيلاً كاملاً من الشباب اليمني ليؤمن بأن الأحلام الكبيرة قابلة للتحقق. الآن، الاستعداد يبدأ لمواجهة عمالقة آسيا في البطولة النهائية التي ستقام في السعودية من 7 إلى 24 مايو 2026.
هذا الإنجاز الملحمي يطرح السؤال الأهم: هل سيكون هذا مجرد بداية لعصر ذهبي جديد للكرة اليمنية؟ أم أن هؤلاء الأبطال الصغار قادرون على صنع معجزات أكبر في المحفل الآسيوي؟ شيء واحد مؤكد: التاريخ سُطر بأحرف من نور، والمستقبل يحمل وعوداً أكثر إشراقاً لكرة القدم اليمنية. الحلم لم ينته بعد، بل بدأ للتو!