الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: انفجار أسعار الذهب في اليمن +52%… هل تضاعف ثروتك أم خسرت القطار؟
عاجل: انفجار أسعار الذهب في اليمن +52%… هل تضاعف ثروتك أم خسرت القطار؟

عاجل: انفجار أسعار الذهب في اليمن +52%… هل تضاعف ثروتك أم خسرت القطار؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 01 ديسمبر 2025 الساعة 11:40 صباحاً

في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، تجاوزت أونصة الذهب الواحدة حاجز المليون ريال يمني لأول مرة في التاريخ، محققة ارتفاعاً خيالياً بنسبة 52% خلال عام واحد فقط. بينما ينهار الريال اليمني يوماً بعد يوم، يحلق الذهب عالياً كصاروخ يحاول الهروب من جاذبية التضخم المدمرة، تاركاً المواطنين أمام خيار صعب: إما الاستثمار الآن أو فقدان القطار إلى الأبد.

في أسواق عدن وصنعاء، تشهد محلات الصاغة طوابير غير مسبوقة من المواطنين الذين يتهافتون على شراء الذهب رغم أسعاره الفلكية. أبو خالد، صائغ في سوق الذهب بصنعاء، يروي ما يشاهده يومياً: "أرى عوائل تبيع ذهبها لشراء الطعام، وأخرى تشتري بكل ما تملك خوفاً من التضخم. الذهب لم يعد رفاهية، بل ضرورة للبقاء الاقتصادي." فبسعر 32,408 ريال للغرام الواحد عيار 24، أصبح غرام الذهب الواحد يساوي ثمن 10 كيلوغرامات من الأرز - مقارنة صادمة تعكس حجم الانهيار الاقتصادي.

لم تأت هذه الارتفاعات الجنونية من فراغ، بل هي نتيجة لرحلة مؤلمة بدأت مع اندلاع الحرب وانهيار قيمة الريال اليمني تدريجياً. فقدان الثقة في العملة المحلية، وتراجع الاستثمار في القطاعات الأخرى، والتضخم المفرط، كلها عوامل حولت الذهب من مجرد زينة إلى ملاذ آمن وحيد. د. سالم البريهي، الخبير الاقتصادي، يؤكد: "الذهب أصبح العملة الحقيقية في اليمن، والريال مجرد ورق ملون." مشاهد مشابهة شهدتها ألمانيا في عشرينات القرن الماضي وزيمبابوي في العقد الماضي، لكن الوضع اليمني يبدو أكثر تعقيداً وطول أمداً.

تأثير هذا الارتفاع الصاروخي تجاوز مجرد الأرقام ليصل إلى صميم الحياة اليومية للمواطنين. الذهب أصبح مقياساً حقيقياً للأسعار، وبعض التجار بدؤوا يسعرون سلعهم بوزن الذهب بدلاً من الريال المنهار. أم أحمد، 45 عاماً، تحكي قصتها بمرارة: "كنت أملك 100 غرام ذهب ورثتها عن والدتي، اضطررت لبيعها لتغطية نفقات علاج ابني قبل عامين. اليوم اكتشفت أنني خسرت 50% من قيمتها الحقيقية." في المقابل، محمد الصغير، 38 عاماً، يبتسم بفخر: "استثمرت كل مدخراتي في 50 غرام ذهب قبل 5 سنوات. اليوم أملك ما يكفي لشراء منزل صغير."

مع استمرار المؤشرات في الارتفاع وتوقع الخبراء لمزيد من الصعود، يقف المواطنون أمام لحظة حاسمة قد تحدد مستقبلهم المالي. الفرصة ما زالت متاحة للاستثمار في هذا "الذهب الأسود" الجديد، لكن التحذيرات تتزايد من المخاطر الأمنية والتقلبات المحتملة. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستكون من الرابحين الذين حموا مدخراتهم بالذهب، أم ستنتظر حتى يصبح حلماً بعيد المنال؟

شارك الخبر