في تطور يحبس الأنفاس، سجل جرام الذهب عيار 24 في الإمارات 507.75 درهم - رقم يعادل راتب يوم كامل لموظف متوسط! هذا الاستقرار المخادع يخفي وراءه عاصفة من التقلبات العالمية تهز أسس الأسواق المالية. المستثمرون على موعد مع قرارات حاسمة خلال 48 ساعة، والخبراء يحذرون: ما نشهده اليوم مجرد هدوء ما قبل العاصفة.

شهدت أسواق الذهب الإماراتية يوماً من الاستقرار المتوتر، حيث تجمدت الأسعار عند مستويات عالية تاريخياً. الأرقام تحكي قصة مذهلة: فارق 43 درهم بين عيار 24 و22، بينما تتجاوز الأونصة 12 ألف درهم! "السوق في حالة ترقب، والجميع يحبس أنفاسه" يقول سالم المنصوري، تاجر ذهب في سوق دبي. فاطمة الزهراني، ربة منزل من الشارقة، تروي قصتها: "اشتريت مجوهرات لابنتي الأسبوع الماضي بأسعار أعلى، والآن أشعر بالندم والقلق من المزيد من التراجع."

الذهب يواجه تحدياً حقيقياً من الفوضى في السياسات الأمريكية وعدم وضوح التوجهات التجارية العالمية. هذا الوضع يذكرنا بتقلبات 2008 و2020 عندما كان الذهب ملاذاً آمناً وسط انهيار البورصات العالمية. التضخم المستمر والتوترات الجيوسياسية تضغط على المعدن النفيس كـموج البحر - هادئ على السطح لكن تيارات عاتية في الأعماق. الخبراء منقسمون بين متوقع لارتفاع جديد ومتوقع لتراجع تصحيحي قد يصل إلى 15%.

التأثير وصل إلى الحياة اليومية للمواطنين: ربات البيوت يؤجلن شراء الذهب، والعرائس يعدن حساباتهن لميزانية الذهب التي قد تكلف أكثر من سيارة صغيرة جديدة! المستثمرون الجدد يعيشون حالة من الخوف والترقب، بينما يرى المحترفون أمثال أحمد الخليفي الذي حقق ربحاً 15% فرصاً ذهبية لمن يعرف التوقيت. د. محمد العريفي، خبير الأسواق المالية، ينصح: "التقلبات الحالية فرصة لكن تحتاج إلى صبر وحكمة، لا تتسرعوا في القرارات."

الأسابيع القادمة ستحدد مصير اتجاه الذهب للأشهر القادمة في ظل هذا الاستقرار المؤقت وسط عاصفة التقلبات العالمية. النصيحة الذهبية: راقبوا الأخبار، ادرسوا السوق، ولا تتسرعوا في قراراتكم الاستثمارية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل أنت مستعد لما قد تحمله الأيام القادمة لأسعار الذهب؟