الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الذهب يقفز 60.73 دولار في يوم واحد… والفجوة بين صنعاء وعدن تصل لـ 140 ألف ريال!
صادم: الذهب يقفز 60.73 دولار في يوم واحد… والفجوة بين صنعاء وعدن تصل لـ 140 ألف ريال!

صادم: الذهب يقفز 60.73 دولار في يوم واحد… والفجوة بين صنعاء وعدن تصل لـ 140 ألف ريال!

نشر: verified icon مروان الظفاري 30 نوفمبر 2025 الساعة 10:35 صباحاً

في تطور صاعق هز الأسواق اليمنية، قفز سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 32,329 ريال يمني - مبلغ يساوي راتب موظف حكومي كامل! هذا الارتفاع الجنوني جاء بعد قفزة تاريخية للذهب بـ 60.73 دولار في يوم واحد، بينما تشهد البلاد انقساماً مالياً مدمراً خلق فجوة سعرية مرعبة تصل إلى 140 ألف ريال بين صنعاء وعدن. كل ساعة تأخير في اتخاذ القرار قد تعني خسارة آلاف الريالات الإضافية في عالم أصبح فيه الذهب حلماً بعيد المنال.

فاطمة أحمد، أم لثلاثة أطفال من عدن، تحكي صدمتها بصوت مرتجف: "كنت أخطط لشراء أساور ذهبية لابنتي في زفافها، لكن عندما سمعت السعر... 203,200 ريال للجرام الواحد عيار 21... شعرت وكأن الأرض انشقت تحت قدمي". في المقابل، يبتسم محمد الصاغة من صنعاء بمرارة وهو ينظر إلى نفس الجرام الذي يباع بـ 65,000 ريال فقط: "هذا الجنون... نفس القطعة، ثلاثة أضعاف السعر". الأرقام تصرخ بوضوح: ارتفاع 125% خلال 5 سنوات، والأونصة الواحدة تقفز إلى أكثر من مليون ريال، في مشهد يذكرنا بانهيار العملة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى.

الدكتور علي السقاف، خبير الاقتصاد اليمني، يشخص الأزمة بوضوح صادم: "الانقسام السياسي ولد انقساماً مالياً مدمراً، حيث تتحكم جماعة الحوثي في سعر صرف مختلف عن المناطق المحررة". هذا التضارب في أسعار الصرف خلق فوضى عارمة، فبينما يثبت الحوثيون سعر الدولار عند معدلات منخفضة في صنعاء، تشهد عدن والمناطق المحررة ارتفاعات جنونية تجعل الريال ينهار كالورقة المحترقة. النتيجة؟ سوق ذهب منقسم على نفسه، حيث يحلم التجار بنقل البضائع من صنعاء لعدن لتحقيق أرباح خيالية، بينما يواجهون مخاطر أمنية مرعبة ومعقدات لوجستية كابوسية.

أحمد المتوكل، صائغ في تعز بوجه متجهم، يروي مأساة قطاع بأكمله: "فقدت نصف زبائني خلال شهرين... الناس تدخل، تسأل عن السعر، تُصاب بالصدمة وتخرج صامتة". الأسر اليمنية تواجه معادلة مستحيلة: تأجيل حفلات الزواج أم الاستدانة لسنوات؟ ربات البيوت يبعن ذهبهن القديم لتغطية نفقات المعيشة الأساسية، بينما المحلات الصغيرة تغلق أبوابها واحداً تلو الآخر. الخبراء يحذرون من سيناريو كارثي: إذا استمر هذا الجنون، قد نشهد انهياراً كاملاً لقطاع الصاغة التقليدية وهجرة جماعية للحرفيين المهرة الذين توارثوا المهنة عبر أجيال.

النصيحة الذهبية من الخبراء واضحة وحاسمة: تأجيل أي شراء غير ضروري ومراقبة الأسعار يومياً كمراقبة نبضات القلب. الفرص متاحة للمستثمرين الأذكياء الذين يراهنون على الذهب كملاذ آمن، لكن المخاطر مرعبة للأسر العادية. السؤال المصيري يطرح نفسه بقوة: في عالم يصبح فيه جرام الذهب بثمن راتب شهري كامل، هل سيتحول الذهب من تقليد الأجداد إلى حلم مستحيل للأجيال القادمة؟

شارك الخبر