1094 ريال يمني - هذا هو الفارق الصادم في سعر الدولار الواحد بين شمال وجنوب اليمن اليوم! في نفس اللحظة، في نفس البلد، بنفس العملة الرسمية، لكن بقوة شرائية تختلف بأكثر من 300%! كل دقيقة تمر تعني خسائر مالية جديدة للملايين من اليمنيين. تابعوا التفاصيل الكارثية لهذا الانقسام في تقريرنا التالي.
نشرت صباح اليوم نشرة أسعار الصرف الصادرة، كاشفة عن واقع اقتصادي منقسم بشكل مؤلم ومثير للقلق. حيث يتداول الدولار الأمريكي بسعر 1629 ريال في عدن مقابل 535 ريال فقط في صنعاء. "لم نعد نتعامل مع عملة واحدة، بل عملتان منفصلتان تماماً"، هكذا علق أحد الخبراء الاقتصاديين. وتخوض العائلات اليمنية معركة إعادة حساب ميزانياتها بالكامل، بينما يتوقف التجار عن العمل في حيرة وذعر.
تعود خلفية هذا الحدث المؤسف إلى أزمة اقتصادية تتفاقم منذ سنوات بفعل الانقسام السياسي. السياسات النقدية المتضاربة وتوقف التنسيق بين البنوك المركزية هي من بين العوامل المؤثرة التي تعمق الأزمة. وتذكرنا تلك الأحداث بأزمة العملة في لبنان وفنزويلا، لكن هنا تتخذ الأزمة طابعاً يمنياً فريداً. يتوقع الخبراء انهياراً اقتصادياً شاملاً إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة.
الأسر اليمنية باتت تنقل مدخراتها إلى الذهب والعملات الأجنبية لتفادي مزيد من التضخم المتوقع وصعوبة الاستيراد وتعقيد التجارة الداخلية. يُحذر الخبراء من مزيد من التدهور، بينما يشيرون إلى فرص للاستثمار في أصول ثابتة. وتتنوع ردود الأفعال بين غضب في الجنوب، قلق في الشمال، وحيرة بين المغتربين اليمنيين.
عملة واحدة، بلد واحد، لكن واقعان اقتصاديان منفصلان تماماً. السؤال الآن ليس متى ستتحسن الأوضاع، بل هل ستبقى اليمن اقتصادياً موحدة؟ كل يمني مدعو لحماية أمواله والتخطيط لمستقبل مالي آمن. فهل هذا إعلان رسمي لموت الريال اليمني الموحد؟