في خطوة تاريخية هزّت قطاع الطيران اليمني، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية رسمياً إلغاء إجبارية حجز تذكرة الذهاب والإياب معاً للسفر إلى المملكة العربية السعودية، في قرار سيوفر على كل عائلة يمنية أكثر من 400 دولار لكل مسافر واحد. بقرار واحد، فتحت اليمنية أبواب الأمل لمئات الآلاف من اليمنيين الذين كانوا يواجهون عبئاً مالياً مضاعفاً، والقرار ساري الآن ويؤثر على كل تذكرة تحجزها اعتباراً من اليوم.
وفقاً للإعلان الرسمي الصادر في 28 نوفمبر 2025، يمكن للمسافرين الآن حجز تذاكر الذهاب فقط لجميع الرحلات من اليمن إلى جدة والرياض، على جميع أنواع التأشيرات. "أحمد علي"، عامل يمني من تعز، يروي معاناته السابقة: "اضطررت لدفع 800 دولار بدلاً من 400 دولار للسفر بسبب القيود السابقة، مما استنزف مدخرات شهور عديدة". هذا القرار، الذي وصفته إدارة اليمنية بأنه جاء "حرصاً على راحة المسافرين وتقديم أفضل الخدمات"، يمثل نقلة حقيقية في سياسة الطيران المحلي.
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من السياسات المقيدة التي فرضت على المسافرين اليمنيين عبئاً مالياً مضاعفاً، حيث كانت الإجبارية تعني أن من يريد السفر للعمل في السعودية عليه دفع تكلفة تذكرة العودة مقدماً حتى لو لم يكن متأكداً من موعد عودته. د. فؤاد الشرعبي، خبير الطيران المدني، يؤكد أن هذا القرار سيزيد حركة السفر بنسبة 40%، مقارناً إياه بإزالة الحواجز من طريق سريع مزدحم. التطور يأتي في ظل تحسن العلاقات اليمنية السعودية وسعي الشركات لتطوير خدماتها وزيادة قدرتها التنافسية.
على المستوى الشخصي، ستشهد الأسر اليمنية تخفيفاً كبيراً في العبء المالي، حيث يعادل التوفير راتب شهر كامل لعامل يمني متوسط. "فاطمة حسن"، أم لثلاثة أطفال من صنعاء، تقول بفرح واضح: "أخيراً يمكن لزوجي السفر للعمل دون ضغط مالي مدمر". الخبراء يتوقعون زيادة ملحوظة في التحويلات المالية للعائلات اليمنية، وتحسناً تدريجياً في الأوضاع الاقتصادية. ومع ذلك، ينصح المختصون المسافرين بضرورة التخطيط الجيد والاحتفاظ بمبلغ احتياطي لضمان العودة الآمنة عند الحاجة.
هذا القرار التاريخي يمثل بداية عهد جديد من التيسير على المسافرين اليمنيين، ويفتح الباب أمام فرص عمل أوسع وحياة أفضل لمئات الآلاف من الأسر. على المسافرين الآن الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية والتخطيط الجيد لرحلاتهم. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون هذا بداية عهد جديد من التيسيرات الأخرى، أم أن تحديات جديدة تنتظر في الطريق؟