في قرار يمس حياة أكثر من 7 مليون طالب وطالبة في جميع أنحاء المملكة، حسمت وزارة التعليم السعودية جدلاً استمر لأسابيع حول موعد انتهاء إجازة الخريف 2025. الإعلان الرسمي جاء كالصاعقة: 9 أيام كاملة من الراحة من 21 إلى 29 نوفمبر، في خطوة تُعتبر جزءاً من ثورة تعليمية حقيقية تهدف لمواكبة أفضل الأنظمة التعليمية العالمية.
وفقاً للتقويم الدراسي الرسمي لعام 1447هـ، ستبدأ الإجازة من يوم الجمعة 30 جمادى الأولى وتنتهي يوم السبت 29 نوفمبر، لتستأنف الدراسة يوم الأحد 30 نوفمبر لجميع المراحل دون استثناء. أحمد المالكي، مدير إحدى الشركات السياحية بالرياض، يصف الوضع قائلاً: "شهدنا نمواً مذهلاً في الحجوزات بنسبة تزيد عن 340% منذ الإعلان الرسمي." بينما تكافح أم سارة، الموظفة الحكومية وأم لثلاثة أطفال، لتنسيق إجازاتها مع هذا النظام الجديد.
هذا القرار ليس مجرد إجازة عادية، بل جزء من استراتيجية طموحة ضمن رؤية المملكة 2030 لتطوير قطاع التعليم. التحول من نظام الفصلين الدراسيين إلى ثلاثة فصول مع إجازات متعددة يحاكي التجربة الفنلندية الناجحة التي أحدثت نقلة نوعية في التعليم العالمي. د. عبدالله التميمي، خبير التطوير التعليمي، يؤكد: "هذا النظام سيحسن نواتج التعلم ويقلل الضغط النفسي على الطلاب، تماماً كما حدث في أفضل الأنظمة التعليمية عالمياً."
لكن التأثير يتجاوز الجانب التعليمي بكثير. قطاع السياحة الداخلية يشهد انتعاشاً غير مسبوق، بينما تواجه الأسر تحدي إعادة تنظيم جداولها بالكامل. فاطمة، طالبة الثانوية من جدة، تخطط لاستغلال الإجازة في دورة تطوير المهارات الرقمية، بينما يحذر الخبراء من ضرورة التخطيط المبكر لتجنب الارتفاع المتوقع في أسعار السفر بنسبة قد تصل إلى 300%. مع عطلتين إضافيتين في ديسمبر ويناير، تصبح المحصلة 27 يوماً من الإجازات خلال ثلاثة أشهر فقط!
مع انطلاق هذا النظام التعليمي الجديد، تقف المملكة على أعتاب مرحلة تاريخية قد تعيد تشكيل مستقبل التعليم بالكامل. فرصة ذهبية للاستثمار في قطاع السياحة والترفيه، وتحدٍ حقيقي للأسر لإعادة تنظيم حياتها. هل ستصبح هذه الإجازات المتعددة نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، أم أنها مجرد تجربة مؤقتة في رحلة التطوير الطويلة؟
