في تطور صادم هز القلوب العربية، عاش البحار اليمني محمود وحيد حسين 1,095 يوماً في الجحيم الإيراني ليجد نفسه على بُعد ساعات قليلة من العودة إليه مجدداً بسبب خلل فني بسيط في نظام الطيران. كل دقيقة في مطار إسطنبول كانت تقرّب هذا الرجل المنكسر من الكابوس الذي ظن أنه انتهى إلى الأبد، في مشهد يذكرنا أن القدر أحياناً يلعب بالأرواح بقسوة لا تُحتمل.
محمود وحيد حسين، الذي قضى ثلاث سنوات عجاف في سجن بندر عباس الإيراني، وجد نفسه عالقاً في مطار إسطنبول مع تهديد مرعب بإعادته إلى الجحيم الذي فر منه للتو. "خلل فني في نظام شركة الطيران كاد يعيد رجلاً إلى الجحيم" كما وصفت السفارة اليمنية الموقف الذي تحول في 3 دقائق فقط من مأساة شخصية إلى قضية تهز الضمير العالمي. فاطمة محمود، زوجة البحار التي انتظرت زوجها 3 سنوات كاملة دون أن تعرف إذا كان حياً أم ميتاً، كانت تترقب بقلب يكاد ينفجر من الخوف أن تفقده مرة أخرى.
ملف البحارين اليمنيين المحتجزين في إيران منذ 2022 يمثل مأساة إنسانية مستمرة في منطقة مشتعلة بالصراعات والتوترات السياسية. مثل أسرى الحرب الأمريكيين في فيتنام الذين حُرروا بعد سنوات من العذاب، محمود عاش نفس الكابوس في زنزانة مظلمة لأكثر من 26,280 ساعة مرعبة. "عودته لإيران تعني حكم إعدام مؤجل" حذر د. عبدالرحمن برمان، المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة، في تصريح يكشف حجم المأساة الإنسانية التي كان محمود على وشك مواجهتها مجدداً.
أحمد السفير، الدبلوماسي اليمني الذي تحرك خلال ساعات قليلة وحوّل المستحيل إلى ممكن، أنقذ روحاً من العودة إلى الجحيم عندما رتّب إصدار تذاكر سفر جديدة عند الساعة 16:00 عصراً - الساعة الحاسمة للنجاة. هذه القضية تجعل كل مسافر يمني يفكر مرتين قبل العبور عبر مناطق الخطر، وتذكرنا أن هناك عشرات البحارين الآخرين لا يزالون محتجزين في السجون الإيرانية ينتظرون نفس المعجزة. مسافر تركي كان شاهداً على اللحظة وصف المشهد قائلاً: "رأيت رجلاً يبكي ويتوسل ألا يعيدوه إلى الجحيم، كانت لحظة مؤثرة هزت قلب كل من شاهدها".
رجل نجا من جحيم السجون الإيرانية ليواجه خطر العودة إليها بسبب خلل تقني بسيط - هذا ما حدث لمحمود، لكن السؤال الأهم يبقى معلقاً في الهواء: هل ستكون هذه القضية نقطة تحول في ملف البحارين المحتجزين؟ على المجتمع الدولي التحرك فوراً لحماية المدنيين من الاحتجاز التعسفي، لأن السؤال الحقيقي ليس عن محمود الذي نجا، بل: كم محمود آخر ينتظر النجاة من جحيم لا يستحقه؟ وهل سنكون شهوداً على مآسي جديدة أم شركاء في الحلول؟