في تطور صادم يهدد الملايين من الأسر السعودية، كشفت وزارة الموارد البشرية أن 30% من طلبات حساب المواطن تُرفض بسبب عدم استيفاء الشروط الـ12 الصارمة الجديدة. الأرقام المفزعة تشير إلى أن آلاف الريالات تتبخر سنوياً من جيوب الأسر المستحقة بسبب خطأ واحد في التقديم. الخطر الأكبر؟ لديك 90 يوماً فقط لتصحيح أخطائك أو تفقد الدعم نهائياً.

تفرض الوزارة شروطاً قاسية تشمل الحد الأدنى للعمر 18 عاماً، وألا يتجاوز السفر خارج المملكة 90 يوماً خلال عام كامل، مع تقديم 8 مستندات إجبارية دون أي نقص. "نحرص على وصول الدعم للأسر الأكثر احتياجاً وفقاً لمعايير دقيقة"، يؤكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة. في المقابل، يروي محمد العتيبي، أحد المستفيدين الأوائل: "حصلت على الدعم واستطعت تحسين واقع عائلتي بشكل كبير، لكن الطريق كان شاقاً ومليئاً بالتفاصيل المعقدة."

يأتي هذا التشديد كجزء من رؤية 2030 لإنشاء شبكة أمان اجتماعي مستدامة، مستفيدة من دروس تجارب الدعم السابقة أثناء جائحة كورونا التي شهدت بعض التجاوزات وإهدار الموارد. الخبراء يتوقعون أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تحسن كبير في كفاءة توزيع الدعم، لكن على حساب زيادة تعقيد الإجراءات مؤقتاً. المقارنة صادمة: الشروط الحالية أصعب من إجراءات الدعم الطارئة التي كانت استثنائية تماماً.

الواقع المرير يكشف أن الأسر تعيش حالة قلق مستمر حول استحقاقها للدعم، مما يغير خطط إنفاقها المستقبلية جذرياً. طوابير طويلة تمتد أمام مراكز الخدمة، وأكوام من المستندات تملأ منازل المتقدمين، بينما تضيء شاشات الهواتف في منتصف الليل مع محاولات محمومة لتعبئة الطلبات الإلكترونية. فاطمة الغامدي تصرخ بيأس: "قضيت 6 أشهر كاملة في جمع المستندات المطلوبة، والآن أنتظر النتيجة بقلق شديد يحرمني من النوم." بينما تحذر أم خالد، البالغة 45 عاماً، من خطورة الوضع: "رُفض طلبي بسبب مستند واحد ناقص، وفقدت 15,000 ريال سنوياً كانت ستغير حياة أطفالي."

المستقبل يحمل تحدياً واضحاً: إما أن تكون من الـ70% المحظوظين الذين يحصلون على دعم يغير واقعهم المالي، أو من الـ30% الذين يشاهدون آمالهم تتحطم أمام تعقيدات الشروط. الفرصة الذهبية ما زالت متاحة، لكنها تتطلب دقة جراح ومثابرة محارب. ابدأ الآن في مراجعة أهليتك وجمع مستنداتك - فالوقت ينفد سريعاً، والمقاعد محدودة في قطار الدعم الحكومي.