في صدمة مدوية هزت أركان الكرة السعودية، سقط الاتحاد أمام الدحيل القطري بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليجد نفسه في المركز السابع آسيوياً للمرة الأولى منذ سنوات، برصيد 6 نقاط فقط من خمس مباريات. والآن، بعد ثلاثة أيام فقط، ينتظر العميد مواجهة مصيرية أمام الشباب في ربع نهائي كأس الملك قد تحدد مستقبل الموسم بأكمله.

انهار الدفاع السعودي كبيت من ورق أمام رياح الهجوم القطري، في مشهد مؤلم شهده محمد العتيبي، مشجع الاتحاد منذ 20 عاماً، الذي سافر من جدة إلى الدوحة ليشهد هذه الخيبة المدوية. "شاهدت الكرات تتدحرج في شباكنا واحدة تلو الأخرى، والعرق يتصبب من جباه المدافعين عاجزين عن إيقاف الزحف القطري"، يروي العتيبي وصوته يخنقه الألم. الأرقام تتحدث عن كارثة: أربعة أهداف مستقبلة تعادل خسارة شهر كامل من الثقة الجماهيرية.

والسبب وراء هذا الانهيار يعود إلى ضغط المباريات المتتالية وتشتت التركيز بين البطولة الآسيوية وكأس الملك المحلي، كما حدث مع الهلال في هزيمته المؤلمة أمام أوراوا الياباني عام 2019. د. سالم الرياضي، المحلل الكروي السعودي، يحذر: "هذه الخسارة ستلقي بظلالها على معنويات اللاعبين قبل مواجهة الشباب، والتاريخ يخبرنا أن مثل هذه الصدمات قد تدمر موسماً كاملاً". الدحيل سيطر على مجريات اللعب بقوة، والهجوم القطري انقض على الدفاع السعودي كالصاعقة.

في المقاهي الشعبية بجدة والرياض، تحولت النقاشات إلى جلسات حزن جماعية، بينما صمت مدرجات المشجعين السعوديين في الدوحة عكس حجم الصدمة. أحمد المطيري، الذي سافر من جدة خصيصاً للمباراة، لا يخفي غضبه: "الأداء الدفاعي كان مخيباً للآمال، وكأننا نلعب بعشرة لاعبين". الآن، يحمل السبت القادم أملاً وحيداً للتعويض، فمواجهة الشباب في ربع نهائي كأس الملك ستكون الاختبار الحقيقي لقدرة الفريق على النهوض من الرماد.

رغم الألم الآسيوي المدوي، تبقى الفرصة متاحة للعميد لترجمة هذه الخيبة إلى دافع للانتصار المحلي واستعادة الثقة الجماهيرية. مباراة الشباب ستحدد ما إذا كان الاتحاد قادراً على تحويل الألم إلى انتصار، أم أن موسماً كاملاً سينهار تحت وطأة ليلة الدوحة المظلمة. السؤال المصيري: هل سيتمكن العميد من نسيان صدمة الدحيل والعودة بقوة أمام الشباب؟