في تطور مالي صاعق يعيد تعريف مفهوم الدعم الحكومي، ضخت المملكة العربية السعودية مليار و50 مليون ريال في حسابات المواطنين خلال شهر واحد فقط، بمعدل 24 ألف ريال كل دقيقة تمر. هذا الرقم المذهل يضع المملكة في مقدمة الدول التي تستثمر في حلم مواطنيها، حيث يبدو أن قطار التملك السكني ينطلق بسرعة البرق نحو تحقيق المستحيل.
وسط هذا المطر الذهبي من الدعم، تروي أم سارة، الأم لثلاثة أطفال، كيف غيرت رسالة نصية واحدة مسار حياتها بالكامل: "فتحت الهاتف لأجد 480 ألف ريال في حسابي... ظننت أنني أحلم!" هذا المشهد يتكرر في آلاف البيوت السعودية، حيث يفوق إجمالي ما تم ضخه منذ بداية العام 11.4 مليار ريال، رقم يمكنه شراء مدينة كاملة أو تمويل اقتصاد دولة صغيرة.
الخبير الاقتصادي د. محمد الراشد يصف الوضع قائلاً: "نشهد تسونامي إيجابي في قطاع الإسكان، فما نراه اليوم يفوق أحلام أكثر الدول تقدماً." هذا الزخم المالي لا يأتي من فراغ، بل يمثل جوهر استراتيجية رؤية 2030 الهادفة لتحويل حلم التملك من ترف إلى حق مكتسب لكل مواطن سعودي.
لكن التأثير يتجاوز الأرقام إلى تفاصيل الحياة اليومية، حيث تحولت مكاتب العقار إلى خلايا نحل نشطة، وأصبحت مواقع البيع العقاري الأكثر زيارة على الإنترنت. أحمد المطيري، الذي استلم دعماً بقيمة 500 ألف ريال، يقول بعيون دامعة: "أطفالي سيكبرون في بيتهم الخاص، لن يعرفوا معنى عدم الاستقرار كما عرفته أنا." هذا الاستقرار النفسي والاجتماعي يمتد ليشمل تعزيز الاستهلاك المحلي ونمو القطاعات المرتبطة.
مع هذا الدعم التاريخي، تقف المملكة على أعتاب تحول جذري في خريطة التملك السكني، حيث تشير التوقعات إلى أن عام 2030 سيشهد تحقيق نسبة تملك تاريخية تعيد تشكيل المجتمع السعودي. السؤال الآن ليس متى ستحقق حلم منزلك، بل هل ستتحرك اليوم لتكون جزءاً من هذه النهضة السكنية التاريخية؟
