في لحظات قليلة من الآن، سيرتفع الأذان الشجي من مآذن الإسكندرية معلناً حلول وقت صلاة المغرب، وسط ترقب الآلاف من المؤمنين الذين يتابعون بدقة متناهية كل ثانية تقترب من هذا الموعد المقدس. الساعة تشير إلى 5:02 مساءً كموعد دقيق لأذان المغرب في عروس البحر المتوسط، في يوم يشهد إقبالاً استثنائياً على البحث عن مواقيت الصلاة عبر محركات البحث.
تشهد مساجد الإسكندرية هذه الأيام حركة نشطة استعداداً لاستقبال المصلين، حيث تمتلئ أكثر من 2500 مسجد في المحافظة بأصوات المؤذنين المتدربين على أحدث التقنيات لضمان دقة التوقيت. "نحرص على أن يكون الأذان متزامناً في جميع أنحاء المحافظة بدقة لا تتجاوز 30 ثانية"، يؤكد الشيخ محمد عبدالرحمن، مدير أوقاف الإسكندرية، مشيراً إلى الجهود المبذولة لخدمة المؤمنين. محمد أحمد، عامل في منطقة سيدي جابر، يحكي: "أترك العمل قبل المغرب بربع ساعة تحسباً للزحام، فالصلاة أهم من أي شيء آخر."
يأتي هذا التوقيت ضمن سلسلة التغيرات الفلكية التي تشهدها المنطقة مع تقدم فصل الشتاء، حيث تتقدم مواقيت المغرب يومياً بحوالي دقيقة واحدة مقارنة باليوم السابق. هذا التغيير الطبيعي يجعل المؤمنين أكثر حرصاً على متابعة المواقيت الدقيقة، خاصة وأن الإسكندرية تختلف في مواقيتها عن القاهرة بحوالي 3 دقائق تقريباً. الخبراء الفلكيون يؤكدون أن هذا الاختلاف طبيعي ويعود لموقع المدينة الجغرافي على ساحل البحر المتوسط.
تؤثر هذه المواقيت بشكل مباشر على حياة أكثر من 5 ملايين مواطن في الإسكندرية ومدن المحافظة، حيث تتوقف حركة المرور تدريجياً قبل الأذان، وتغلق المحال التجارية أبوابها مؤقتاً احتراماً لوقت الصلاة. المطاعم والكافيهات تشهد إقبالاً متزايداً من الصائمين الذين ينتظرون لحظة الأذان لتناول طعام الإفطار، خاصة أولئك الذين يصومون النوافل أو يقضون أياماً من رمضان. "كل دقيقة لها قيمتها، ننتظر الأذان كأنه موعد مع السعادة"، تقول فاطمة محمود، ربة منزل من منطقة المنتزه.
مع اقتراب موعد الأذان، تتزايد عمليات البحث عن "أذان المغرب الإسكندرية" بنسبة 400% خلال الساعة الأخيرة قبل الموعد المحدد. هذا الإقبال الرقمي يعكس حرص المواطنين على عدم تفويت هذا الوقت المبارك، خاصة في ظل انشغال الحياة اليومية. لا تدع هذه اللحظات المقدسة تمر دون استغلالها في العبادة والذكر، فكل ثانية في وقت المغرب لها بركتها الخاصة. هل ستكون من الذين يلتقطون بركة هذا الوقت المستجاب للدعاء؟