في تطور صادم هز أوساط ملايين المستفيدين في المملكة، انتشرت خلال الأيام الماضية شائعات مدوية حول صدور أمر ملكي بدمج برنامج الضمان الاجتماعي المطور مع برنامج حساب المواطن تحت مظلة دعم موحدة. هذه الشائعة الواحدة أثارت موجة قلق عارمة بين الأسر التي تعتمد على هذين البرنامجين كشريان حياة أساسي، فيما تقترب مواعيد صرف ديسمبر المؤكدة والتساؤلات تتصاعد كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أم خالد، أرملة تعول 4 أطفال وتعتمد كلياً على الضمان الاجتماعي وحساب المواطن، تحكي بقلق بالغ: "قرأت الخبر وشعرت بدوار شديد، هذان البرنامجان هما كل ما نملك لتغطية احتياجاتنا الأساسية". وسط هذه الأجواء المشحونة، حسمت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الجدل بوضوح قاطع: لم تصدر أي تصريحات رسمية تؤكد وجود توجه لدمج البرنامجين أو تعديل هيكلتهما، وما يظهر على المنصات مجرد اجتهادات وشائعات لا تستند إلى قرارات أو أوامر ملكية.
هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات مماثلة، فقد شهدت المملكة سابقاً موجات من التكهنات حول تعديل برامج حكومية مختلفة قبل أن تثبت عدم صحتها. د. فهد الرشيد، محلل السياسات الحكومية، يؤكد أن "أي تغيير جوهري في هذين البرنامجين الحيويين يتطلب إعلانات رسمية واضحة وعملية تشاور مجتمعي واسعة". الخبراء يشددون على أن توحيد سياسات الدعم، إن حدث مستقبلاً، سيكون عملية تدريجية ومدروسة تهدف لتحقيق كفاءة أكبر دون المساس بحقوق المستفيدين.
الحقيقة الساطعة أن ملايين الأسر السعودية تنتظر بفارغ الصبر مواعيد صرف الدفعات الشهرية التي تشكل عصب حياتها اليومية. عبدالله السالم، مستفيد من البرنامجين، يقول بارتياح: "المواعيد المؤكدة تبث الطمأنينة في قلوبنا". وفقاً للجداول الرسمية المعتمدة، سيتم صرف الضمان الاجتماعي المطور يوم الإثنين 1 ديسمبر 2026، بينما سيتم صرف برنامج حساب المواطن يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025. هذه المواعيد الثابتة تمثل أملاً وضماناً لـ7 فئات رئيسية تشمل الأسر ذات الدخل المحدود وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والأرامل والمطلقات.
الرسالة واضحة وجلية: البرامج الحكومية مستمرة وفق أنظمتها الحالية، والمواعيد مؤكدة، والشائعات مجرد ضجيج يخلو من أي أساس رسمي. هل سنتعلم من هذا الدرس ونتوقف عن الانجراف وراء الشائعات التي تزعزع استقرارنا النفسي؟ الحكمة تقتضي التحقق من المصادر الرسمية والثقة في شفافية الجهات المختصة التي تضع مصلحة المواطن في المقدمة دائماً.