في 30 ثانية فقط، تحولت طائرة حربية بقيمة 50 مليون دولار إلى حطام مشتعل أمام آلاف العائلات في معرض دبي للطيران، في مأساة مروعة هزت عالم الطيران. شهدت عائلات بأكملها طائرة تيجاس الهندية تنفجر أمام أعينهم في ثاني أكبر معرض طيران بالعالم، تاركة وراءها سؤالاً مرعباً: هل طائرات تيجاس الـ220 المخطط تشغيلها آمنة للطيران؟
الكارثة بدأت بعد 8-9 دقائق فقط من إقلاع الطائرة المقاتلة الهندية، عندما سقطت فجأة وتحولت إلى ثلاث كرات نار مختلفة اصطدمت بالأرض بقوة مدمرة. جيجنيش فاريا، الذي حضر مع عائلته ليستمتع بالعرض، وصف اللحظات المرعبة: "رأيت ثلاث كرات نار مختلفة عندما اصطدمت بالأرض. وقف جميع الحضور وبعد حوالي 30 ثانية، هرعت سيارات الطوارئ". الدخان الأسود غطى السماء بينما ألسنة اللهب التهمت الحطام في مشهد لن ينساه أحد من الحضور.
هذه المأساة المروعة تمثل ثاني حادث تحطم لطائرة تيجاس في أقل من عام، بعد حادث مماثل وقع خلال مناورة في الهند عام 2024. الطائرة التي تُعتبر فخر الصناعة الجوية الهندية، والتي بدأت كحلم طموح في الثمانينات لتحل محل أسطول ميج-21 الروسية، تواجه الآن أزمة ثقة حقيقية. شركة جنرال إلكتريك المصنعة للمحركات أعلنت "حزنها العميق" وتقديم التعازي لعائلة الطيار، بينما شكلت القوات الجوية الهندية لجنة تحقيق عاجلة لكشف أسباب هذا الانهيار المأساوي.
التساؤلات المقلقة تحوم الآن حول مصير 220 طائرة تيجاس المخطط تشغيلها خلال العقد القادم، بينما يعيش آلاف العائلات التي شهدت الكارثة صدمة نفسية عميقة. فاطمة أحمد، أم إماراتية حضرت مع أطفالها، تروي: "كان مشهداً مرعباً، لن أنسى صراخ الأطفال أبداً". الحادث الذي وقع في اليوم الأخير من أكبر معرض طيران في الشرق الأوسط، يطرح تساؤلات جدية حول معايير السلامة في العروض الجوية ومستقبل الاستثمارات الضخمة في برنامج الطيران الهندي.
بينما تستمر فرق التحقيق في البحث عن الحقيقة وسط الحطام المتفحم، يبقى السؤال الأهم معلقاً في سماء دبي الملبدة بالدخان: هل سنشهد نهاية حلم الطيران الحربي الهندي، أم بداية صحوة تقنية جديدة تضع السلامة فوق كل اعتبار؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه المأساة ستصبح نقطة تحول حاسمة أم مجرد فصل مؤلم في قصة طموح تقني تحطم على أرض الواقع.
