في تطور صادم يهز الأوساط الرياضية الأفريقية، تفصل 90 دقيقة فقط 300 مليون أفريقي عن أكبر حلم رياضي في التاريخ. للمرة الأولى، أفريقيا على بُعد مباراة واحدة من تمثيل خُمس منتخبات كأس العالم، في زيادة تاريخية نسبتها 80% مقارنة بالسابق. اليوم، في السابعة مساءً، ستُكتب صفحة مصيرية في تاريخ الرياضة القارية قد تحول الأحلام إلى كوابيس أو تفتح أبواب المجد الأبدي.
في مواجهة نارية تحبس الأنفاس، سيراليون تستضيف بوركينا فاسو في معركة البقاء الحاسمة، بينما تواجه مصر جيبوتي في مباراة المصير. الفارق المرعب 5 نقاط فقط بين المنتخبات - مثل الفرق بين النجاح والرسوب في الثانوية العامة. "هذه المباراة ستحدد مستقبل الكرة في غرب أفريقيا لسنوات قادمة"، يؤكد د. محمد الزاهي خبير الكرة الأفريقية، بينما كوامي أنسونغ لاعب بوركينا فاسو البالغ 23 عاماً يرتجف: "أحلم بأن أكون أول من عائلتي يلعب في كأس العالم".
يشهد مونديال 2026 ثورة حقيقية بقرار فيفا التاريخي لزيادة المنتخبات إلى 48 منتخباً, مما فتح أبواب الأمل أمام القارة السمراء. هذا التطور يشبه معركة العلمين في الحرب العالمية الثانية - 90 دقيقة ستحدد مصير قارة بأكملها. بعد تأهل المغرب وتونس مسبقاً، تحتدم المنافسة في الجولات الأخيرة بوتيرة أشد من مونديال 2018، والخبراء يتوقعون صراعاً محتدماً حتى اللحظة الأخيرة مع ضغط نفسي كضغط الغواص على عمق 30 متراً تحت الماء.
تؤثر هذه المباريات الحاسمة بشكل مباشر على حياة الملايين، حيث تنظم مشاهدات جماعية وإجازات عمل تتزامن مع المباريات التاريخية. أحمد المرسي، مشجع مصري عمره 65 عاماً يتابع المنتخب منذ 45 عاماً، يقول بقلق: "أخشى ألا أعيش لرؤية مونديال آخر". الفرصة ذهبية لكنها قد لا تتكرر - استثمارات رياضية ضخمة في الانتظار، نجوم جدد على أعتاب الشهرة العالمية، لكن التحديات النفسية والبدنية تترك أثراً عميقاً مع ردود أفعال متباينة بين التفاؤل الحذر والقلق المبرر.
اليوم، 3 منتخبات، مباراتان متزامنتان، حلم واحد يحلم به 300 مليون أفريقي. مونديال 2026 يعد بأقوى مشاركة أفريقية في التاريخ، مع تمثيل يعادل 3 قارات مجتمعة في النسخة السابقة. هل ستكون أفريقيا على موعد مع كتابة فصل جديد في كرة القدم العالمية، أم ستفلت منها فرصة العمر وتنتظر 4 سنوات أخرى من الحسرة? تابعوا المباريات، ادعموا منتخباتكم، وكونوا شهوداً على التاريخ الذي يُكتب الآن.