في مشهد لم تشهده أسواق المملكة منذ عامين، تشهد فروع العثيم طوابير جماهيرية منذ ساعات الفجر الأولى، حيث تتسارع الأسر السعودية للاستفادة من تخفيضات تاريخية تصل إلى 44% على السلع الغذائية الأساسية. الساعات تتناقص بسرعة البرق قبل انتهاء أقوى موسم عروض هذا العام، وآلاف العربات المجانية تختفي من المتاجر أسرع من الثلج في صحراء الربع الخالي.
وسط هذه الحمى الاستثنائية، روت نورا العتيبي، أم لثلاثة أطفال من الرياض، قصة نجاحها المذهلة: "وفرت 500 ريال من ميزانية الشهر بفضل هذه العروض الجبارة". الأرقام تتحدث بوضوح مطلق - توفير 30 ريال على كيس أرز المهيدب الواحد، مبلغ يكفي لإعداد وجبة كاملة لأسرة من 4 أفراد. وبينما تتصاعد أصوات عربات التسوق المعدنية وهمهمات المتسوقين في أروقة المتاجر، تشهد نقاط الدفع مناظر لم تُر منذ فترة طويلة.
خلف هذا الإقبال المنقطع النظير، تقف استراتيجية العثيم الطموحة لدعم الأسر في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة التي ضغطت على ميزانيات العائلات السعودية طوال العام الماضي. د. سعد الاقتصادي، خبير اقتصاد الأسرة، يؤكد أن "هذه العروض فرصة ذهبية لا تتكرر كثيراً، خاصة مع انخفاض أسعار السلع الأساسية إلى مستويات لم نشهدها منذ سنوات". المقارنة واضحة - عسل المراعي الذي كان يُباع بـ 104.95 ريال أصبح متاحاً بـ 61.99 ريال فقط، توفير حقيقي يصل إلى 43 ريال على المنتج الواحد.
لكن الصورة ليست وردية تماماً، فـ عبدالله المطيري، متسوق من جدة، يحذر من التحدي الأكبر: "شاهدت طوابير طويلة منذ الصباح الباكر، والازدحام أصبح مشكلة حقيقية". الخبراء ينصحون الأسر بالتخطيط المسبق وإعداد قوائم التسوق، خاصة مع تزايد المخاوف من نفاد المخزون في الساعات الأخيرة. رائحة الخبز الطازج تمتزج مع إثارة العثور على الصفقات، بينما تحمل العائلات أكياس الأرز الثقيلة وهي تشعر بالفخر من ذكائها في التوفير.
مع اقتراب نهاية هذا الموسم الاستثنائي، تبقى الرسالة واضحة: العثيم تواصل ترسيخ مكانتها كداعم أساسي للأسر السعودية في رحلة البحث عن التوازن بين الجودة والسعر المناسب. الفرصة الذهبية لتوفير آلاف الريالات على احتياجات الأسرة الشهرية تنتهي خلال ساعات قليلة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستسمح لعائلتك بتفويت هذه الفرصة الاستثنائية التي قد لا تعود قريباً؟
