في تطور صادم هز أوساط المال والاستثمار، وصل إلى الكويت اليوم الرجل الذي يتحكم في 10.5 تريليون دولار - رقم أكبر من الناتج المحلي لأي دولة عدا أمريكا والصين مجتمعتين. لاري فينك، الرجل الأقوى في عالم المال العالمي ورئيس عملاق بلاك روك، التقى ولي العهد الكويتي في لقاء سري بقصر بيان قد يغير مسار اقتصاد الكويت للعقود القادمة. الخبراء يقولون: هذا اللقاء قد يكون نقطة التحول التي تنتظرها الكويت منذ عقود.
خلف الأبواب المغلقة لقصر بيان، جلس أقوى رجل في عالم المال العالمي مع سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في لقاء وصفته مصادر رسمية بـ"التاريخي والمصيري". بلاك روك، الحوت الأزرق في محيط الاستثمارات العالمية، تدير أصولاً تعادل 17 ضعف الناتج المحلي الكويتي بالكامل. "شاهدت الإثارة في عيون الحاضرين، كان الجميع يدرك أننا أمام لحظة فارقة" يروي محمد الرشيد، موظف في البورصة الكويتية حضر فعاليات اليوم. فاطمة العتيبي، المحللة الاستثمارية الشابة، تقول بحماس: "هذه هي الفرصة الذهبية التي انتظرتها الكويت للتحرر من لعنة النفط."
وراء هذا اللقاء المثير تكمن رؤية الكويت 2035 الطموحة للتخلص من الاعتماد الكامل على النفط، في خطة تشبه ما فعلته النرويج مع صندوقها السيادي النفطي الذي يبلغ اليوم تريليون دولار. مع تراجع أسعار النفط وضغوط التحول للطاقة المتجددة عالمياً، تسعى الكويت المحموم للتنويع الاقتصادي قبل فوات الأوان. "الكويت تدرك أن عليها التحرك الآن أو تواجه مصير فنزويلا" يحذر د. سامي المطيري، أستاذ الاقتصاد بجامعة الكويت. المحللون يتوقعون إعلان صفقات بمليارات الدولارات خلال الأسابيع القادمة، قد تشمل إدارة جزء كبير من صندوق الثروة السيادي الكويتي البالغ 600 مليار دولار.
لكن ليس الجميع متحمساً لهذا التطور. أحمد الكندري، المستثمر الصغير من حولي، يعبر عن قلقه: "أخشى أن نفقد السيطرة على ثروتنا لصالح عمالقة وول ستريت." هذا اللقاء لن يؤثر فقط على المستثمرين الكبار، بل سيفتح فرصاً وظيفية جديدة للشباب الكويتي في القطاع المالي والتكنولوجيا المالية. السيناريو الأمثل يتضمن تحول الكويت إلى مركز بلاك روك الإقليمي، منافساً لدبي وقطر في جذب الاستثمارات العملاقة. لكن خبراء يحذرون من مخاطر وضع كل البيض في سلة واحدة، خاصة مع عملاق بحجم بلاك روك الذي يمكن لقراراته أن تهز اقتصادات دول بأكملها.
في النهاية، هذا اللقاء التاريخي قد يعيد رسم خارطة الاستثمارات الخليجية بالكامل. راقبوا تحركات البورصة الكويتية والإعلانات الرسمية القادمة - فالأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت الكويت ستنجح في كسر قيود النفط وتحويل ثروتها الطبيعية إلى إمبراطورية مالية، أم ستصبح مجرد عميل جديد في إمبراطورية لاري فينك المالية العملاقة. السؤال الحقيقي: هل ستصبح الكويت قوة مالية عالمية أم مجرد رقم آخر في محفظة بلاك روك؟