في تطور مفاجئ هز أروقة معرض سيتي سكيب 2025، كشف عبد الرحمن بن سعود الدحيم، الرئيس التنفيذي لشركة ليوان للتطوير العقاري، عن خطة استثمارية ضخمة تقدر بـ6 مليارات ريال لتطوير مشاريع نوعية، بينما تتجاوز المحفظة الاستثمارية 10 مليارات ريال. الأرقام الصادمة لا تتوقف هنا: 200 ألف طلب احتياج عقاري في سوق الرياض وحدها - فجوة تفوق سكان مدينة كاملة تنتظر من يملؤها!
وسط أجواء محتدمة من الإثارة والترقب في المعرض، أعلن الدحيم عن استهداف الشركة تطوير 10 آلاف وحدة سكنية خلال الخمس سنوات المقبلة، مؤكداً أن "السوق العقارية تشهد تطوراً متسارعاً يفتح أمام المطورين فرصاً كبيرة وتحديات موازية." سارة الأحمدي، إحدى المستثمرات التي اشترت وحدة في مشروع ليفل ليوان، تحكي بحماس: "لم أتوقع أن أشهد هذا الإقبال المحموم - 70% من الوحدات بيعت بقيمة تقارب مليار ريال رغم أن الإنجاز وصل 50% فقط!" الأرقام تتحدث عن نفسها في سوق ينبض بالحيوية والنشاط.
خلف هذا النشاط المحموم، تقف رؤية المملكة 2030 كمحرك أساسي للتطوير، بينما تلعب الإصلاحات التنظيمية دوراً محورياً في تشكيل المشهد العقاري الجديد. رسوم الأراضي البيضاء، التي كانت مثار جدل، تحولت اليوم إلى فرصة ذهبية للمطورين للدخول في شراكات مع الملاك، كما أكد الدحيم. التجارب الإقليمية في الإمارات وتركيا ومصر تثبت أن وضوح أنظمة التملك للأجانب خلق طلباً جديداً وشرائح إضافية من العملاء - وهو ما تشهده المملكة اليوم بوتيرة متسارعة.
لكن التأثير الحقيقي يتجاوز الأرقام المالية الضخمة ليصل إلى صميم الحياة اليومية للمواطنين. الدحيم يكشف عن مفهوم ثوري: "أحياء متكاملة توفر جميع الخدمات خلال 5 دقائق سيراً على الأقدام" - حلم يتحقق في قلب الرياض وسط الازدحام وارتفاع الطلب. عبدالله السعدي، الذي زار المعرض، يصف مشاعره: "شاهدت مشاريع تحاكي أرقى المدن العالمية، بطابع سعودي أصيل." المشاريع لا تقتصر على السكن فحسب، بل تشمل استخدامات فندقية ومكتبية وتجارية وتعليمية في تطوير نحو 2500 وحدة على أرض تبلغ مساحتها 150 ألف متر مربع.
بينما تتسارع عجلة التطوير، تبقى الرياض في المقدمة كساحة للتحولات الجذرية التي تعيد تشكيل خريطة الاستثمار العقاري. مع استهداف الشركة الدخول إلى مدن أخرى ابتداءً من 2026، والطموحات الجبارة لتطوير عشرات الآلاف من الوحدات، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل ستكون جزءاً من هذا التحول العقاري التاريخي الذي يعيد رسم معالم المستقبل السعودي، أم ستقف مشاهداً لقطار الاستثمار وهو يمر أمام عينيك؟