مليون دولار... هذا كل ما تحتاجه للحصول على إقامة دائمة في أغنى دولة نفطية بالعالم. في خطوة تاريخية صاعقة، تفتح السعودية للمرة الأولى في تاريخها الممتد لـ300 عام أبوابها للملكية الأجنبية الكاملة ضمن رؤية 2030. 584 يوماً فقط تفصلك عن أكبر فرصة استثمارية في تاريخ الشرق الأوسط - والساعات تتسارع بوتيرة مخيفة بينما يتسابق الأثرياء حول العالم لحجز مقاعدهم في هذا القطار الذهبي.
الهواتف لا تتوقف عن الرنين في مكاتب دارن جلوبال، الشركة التي تقود هذه الثورة العقارية بمشاريع تقدر قيمتها بـ19 مليار دولار. "هذا تحول جذري في استراتيجية الاستثمار السعودية"، يؤكد زياد الشعار، الرئيس التنفيذي للشركة، وهو يراقب موجة الحجوزات الكثيفة من مستثمرين دوليين. مارك ريتشاردسون، المستثمر البريطاني، اشترى شقة في ترامب بلازا جدة بـ950 ألف دولار وسيحصل على إقامة دائمة تقدر قيمتها بملايين الدولارات. المستثمرون الأذكياء يحصلون على خصم 10% للشراء قبل يناير 2026 - فرق قد يوفر عليهم مئات الآلاف من الدولارات.
هذا التحول الجذري ليس مجرد قانون عادي - إنه جزء حيوي من رؤية 2030 الطموحة للتحول الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. القانون، الذي صدر رسمياً في 25 يوليو 2025، يحاكي نماذج ناجحة مثل برامج الإقامة مقابل الاستثمار في البرتغال ومالطا، لكنه يتفوق عليها بضخامة السوق السعودي وقوته الاقتصادية. الخبراء يتوقعون نمواً هائلاً بنسبة 300% في القطاع العقاري خلال 5 سنوات، مما يجعل هذا الاستثمار بوابة لثروات خيالية.
التأثير على أرض الواقع بدأ فعلاً - سالم السعودي، وسيط عقاري في الرياض، يروي: "الهواتف لا تتوقف، عملاء من 15 دولة يستفسرون يومياً". لكن هذا النجاح يأتي بثمن: صعوبة أكبر على السعوديين في شراء المساكن مع توقع ارتفاع الأسعار، بينما تشهد المناطق الاستثمارية تحسناً كبيراً في الخدمات والبنية التحتية. تدفق رؤوس الأموال الضخمة سيؤدي لتطوير مشاريع عملاقة جديدة تضع السعودية على خارطة الاستثمار العالمي، لكن التحذيرات من فقاعة عقارية محتملة تبقى مطروحة.
القطار انطلق والمحطات تتسارع. قانون تاريخي، استثمار مليون دولار، إقامة دائمة، وتنفيذ في يناير 2026 - كل العناصر جاهزة لتحويل السعودية إلى سنغافورة الشرق الأوسط. للمستثمرين: احجزوا مقاعدكم قبل فوات الأوان، وللسعوديين: استثمروا في أسهم القطاع العقاري. السؤال الوحيد المتبقي: هل ستكون من الذين اغتنموا الفرصة التاريخية، أم من الذين سيندمون طوال العمر؟