في تطور صادم هز مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر خبر كاذب خلال ساعات قليلة وصل إلى مئات الآلاف من المواطنين السعوديين، يزعم تخفيض شركة أرامكو لأسعار البنزين بنسبة 16% - من 2.50 إلى 2.10 ريال للتر. هذا الخبر المضلل، الذي أثار فرحة عارمة وآمال عريضة، تبين أنه إعادة تدوير لخبر قديم من عام 2024. الآن، قبل أن تصدق أي خبر عن أسعار الوقود، عليك معرفة كيف تحمي نفسك من هذا الخداع المدمر.
أحمد العتيبي، موظف حكومي وأب لثلاثة أطفال من الرياض، كان من أوائل من تفاعلوا مع الخبر المزيف. "خططت على الفور لرحلة عائلية بالـ 400 ريال التي سأوفرها شهرياً من التخفيض"، يروي أحمد وهو يهز رأسه بأسف. انتشر الخبر مثل النار في الهشيم عبر منصات واتساب وتويتر، حيث بدأ السائقون في التخطيط لميزانياتهم الجديدة، معتقدين أن توفيراً سنوياً يصل إلى 4800 ريال في انتظارهم. صوت أزيز الإشعارات ملأ الهواء، بينما اشتعلت شاشات الهواتف بالخبر "السار" الذي سرعان ما تحول إلى كابوس من خيبة الأمل.
سارة الغامدي، المحققة في فريق "يمن برس"، كانت أول من شك في الخبر عندما لاحظت عدم وجود أي بيان رسمي من أرامكو. "راجعنا جميع المصادر الرسمية ووجدنا أن الخبر مجرد إعادة تدوير لتسعيرة قديمة من العام الماضي"، تؤكد سارة. هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها أخبار مزيفة حول أسعار الوقود - ففي السنوات الماضية، شهدت المنطقة موجات مماثلة من المعلومات المضللة التي لعبت بمشاعر المواطنين ومدخراتهم. الخبراء يحذرون من أن هذا النوع من الأخبار أصبح سلاحاً نفسياً يستهدف أكثر القطاعات حساسية في حياة الناس اليومية.
مروان الحربي، صاحب محطة وقود في جدة، شهد تزايداً مفاجئاً في استفسارات العملاء حول "الأسعار الجديدة" قبل ساعات من كشف زيف الخبر. التأثير لم يقتصر على الأفراد فحسب - فقد بدأت بعض العائلات في إعادة ترتيب ميزانياتها الشهرية، بينما أجلت أخرى قرارات شراء مهمة انتظاراً للتوفير المرتقب. د. خالد الراشد، خبير الطاقة، يحذر: "هذه الأخبار المزيفة لا تؤثر فقط على القرارات المالية الفردية، بل تهز الثقة في النظام الإعلامي برمته". السؤال المؤرق الآن: كم من الأخبار المماثلة نصدقها دون تفكير؟ وكم من القرارات المصيرية نتخذها بناءً على معلومات مضللة؟
الدروس واضحة والحلول متاحة: تحقق دوماً من المصادر الرسمية لشركة أرامكو قبل تصديق أي خبر عن أسعار الوقود، ولا تشارك أي معلومة إلا بعد التأكد من صحتها عبر القنوات الرسمية. في عصر انتشار المعلومات بسرعة البرق، أصبح التحقق من الأخبار مهارة حياتية ضرورية. فالسؤال الحقيقي ليس متى ستنتشر الأخبار المزيفة التالية، بل هل أنت مستعد لمواجهتها؟