في مشهد نادر هز أركان مجلس ديني رفيع المستوى، كشف أكاديمي بجامعة الإمام عن مواجهة صادمة جمعته بالدكتور طارق الحبيب أمام المفتي العام الراحل، حول قضية مبتعث كتب 15 قولاً مخالفاً للدين في أمريكا. الصدمة الحقيقية؟ أربعة أقوال فقط كانت كافية لإصدار حكم الكفر، لكن تدخلاً غير متوقع قلب الأجواء رأساً على عقب.
الدكتور رياض بن سعيد، عضو هيئة التدريس المحترم، فجر القنبلة عبر منصة "إكس" عندما كشف تفاصيل ذلك المجلس التاريخي. المشهد بدأ عادياً: مفتٍ يُستفتى في قضية مبتعث انحرف فكرياً، لكن اعتراض الدكتور طارق الحبيب بعبارة "لماذا نطلق الكفر؟ الأولى دراسة نفسيات هؤلاء" أثار استنكاراً شديداً من المفتي الذي التزم صمتاً مطبقاً - رد فعل نادر من شخصية دينية في مكانة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.
الخلفية تكشف عمق الأزمة: مبتعث سعودي في أمريكا تأثر بالأفكار الغربية لدرجة أن كتاباته وصلت للمحاكم الشرعية. القضية ليست معزولة، بل تعكس صراعاً أكبر بين التيار الديني التقليدي والحداثي في المملكة. أحمد، مبتعث آخر في الثلاثينات، يحكي قصته: "رأيت زملاء لي تغيروا تماماً بعد سنوات في الغرب، أفكارهم لم تعد كما كانت". هذا الواقع المؤلم يطرح تساؤلات حادة حول فعالية برامج الابتعاث في حماية الهوية الدينية.
الانتفاضة الشرعية جاءت حاسمة من الدكتور رياض الذي استأذن للرد، موضحاً أن طرح الحبيب "مخالف لنصوص القرآن والسنة"، وأنه لو اعتُمد لما وُجد كافر إلا فرعون وإبليس. الدكتور ناصر الفقيه، أستاذ العقيدة، علق قائلاً: "ما حدث يكشف الخطر الحقيقي من تدخل غير المتخصصين في الشرع - كالطبيب الذي يتدخل في عمل المهندس". التأثير يمتد لحياتنا اليومية: من نثق بهم في أمور ديننا؟ وكيف نميز بين المختص الحقيقي والمتطفل على العلوم الشرعية؟
القضية تضعنا أمام مفترق طرق حاسم: إما إعادة ترسيم واضح للحدود بين التخصصات، أو مواجهة المزيد من البلبلة الفكرية. الحل يبدأ بسؤال بسيط لكنه جوهري: هل تحققنا من مؤهلات من نستمع إليهم في ديننا، أم أننا نثق بالشهرة أكثر من التخصص الحقيقي؟