الرئيسية / شؤون محلية / شاهد: السعودية ترفع الحظر عن لبنان وحزب الله يمد يده… هل تنتهي أزمة 15 عاماً؟
شاهد: السعودية ترفع الحظر عن لبنان وحزب الله يمد يده… هل تنتهي أزمة 15 عاماً؟

شاهد: السعودية ترفع الحظر عن لبنان وحزب الله يمد يده… هل تنتهي أزمة 15 عاماً؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 16 نوفمبر 2025 الساعة 05:25 مساءاً

في تطور يُعتبر الأكثر إثارة منذ عقد من الزمن، تعلن السعودية استعدادها لرفع الحظر عن الصادرات اللبنانية بعد أكثر من 5 سنوات من الجفاء التام، مُرسلة للمرة الأولى منذ سنوات وفداً استثمارياً إلى بيروت في لحظة تاريخية تتزامن مع رحلة ولي العهد محمد بن سلمان المرتقبة إلى واشنطن. هذا القرار الصادم يأتي وسط تحولات جذرية في موازين القوى الإقليمية، حيث يمد حزب الله يده للمرة الأولى معلناً استعداده "لطي صفحة الماضي".

أحمد الخوري، تاجر في سوق بيروت فقد 80% من زبائنه الخليجيين، لم يصدق الخبر عند سماعه صباح اليوم: "ظننت أنني أحلم، بعد سنوات من إقفال محلي تدريجياً بسبب انقطاع التجارة مع الخليج". الخبراء يؤكدون أن هذا التطور قد يضخ مئات الملايين من الدولارات في الاقتصاد اللبناني المنهار، الذي انكمش بأكثر من 60% منذ 2019. سارة المهندس، مديرة شركة تصدير في صيدا، تستعد لاستقبال أول دفعة من المستثمرين السعوديين بعد سنوات من الانتظار، قائلة: "هذا أول بصيص أمل حقيقي نراه منذ سنوات".

هذا الانفتاح السعودي لا يأتي من فراغ، بل يُعتبر ثمرة لضغوط دولية متزايدة على حزب الله لنزع ترسانته التي تضم أكثر من 100,000 صاروخ ومقذوف - قوة نارية تفوق معظم الجيوش العربية مجتمعة. د. كمال السعدي، أستاذ العلاقات الدولية، يؤكد أن "هذا التطور يشكل نقطة تحول في معادلة القوى الإقليمية، مثل اتفاق الطائف الذي أنهى 15 عاماً من الحرب الأهلية". الإعلان جاء بعد رسائل غير علنية نقلها حزب الله حول التزامه بتطبيق اتفاق الطائف، في محاولة للانتقال إلى شكل جديد من الانخراط السياسي بعيداً عن الهيمنة العسكرية.

تأثير هذا القرار بدأ يتردد صداه في شوارع بيروت، حيث محمد عاصي، سائق تكسي، يقول بحماس: "لأول مرة منذ سنوات أرى الأمل يعود لوجوه الناس في الشارع". الأسواق المالية اللبنانية شهدت حركة نشطة غير مسبوقة، بينما بدأت شركات الاستيراد والتصدير في إعداد خطط طموحة لاستقبال رؤوس الأموال الخليجية. آلاف فرص العمل المتوقعة قد تنقذ جيلاً كاملاً من الشباب اللبناني من الهجرة القسرية، فيما تستعد الفنادق والمطاعم لموسم سياحي خليجي لم تشهده منذ سنوات طوال.

لكن هذا الأمل الذهبي يواجه تحديات جمة، حيث تتربص القوى المعارضة لأي انفتاح على المحور السعودي، فيما تنتظر إيران بقلق تراجع نفوذها في "جوهرة" مشروعها الإقليمي. النجاح في هذه المهمة يتطلب توافقاً وطنياً حقيقياً والتزاماً جدياً بتطبيق الدستور، وإلا فإن هذه الفرصة الأخيرة قد تتبخر مثل سابقاتها. السؤال الحاسم الآن: هل سينجح لبنان في اغتنام فرصة العودة للحضن العربي، أم ستُفشل المعارضة هذا الأمل الأخير لشعب ينتظر الخلاص منذ عقود؟

شارك الخبر