في تطور صادم هز الأسواق العالمية، اختفت 73,371 طن من الوقود فجأة من الرادار في أخطر نقطة بحرية في العالم، عندما احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط العملاقة "تالارا" أثناء عبورها مضيق هرمز. في 4 ساعات فقط، تحولت رحلة تجارية عادية إلى أزمة دولية تهدد إمدادات النفط العالمية، بينما يتأهب الأسطول الأمريكي للرد على هذا التصعيد الخطير الذي قد يشعل المنطقة بأكملها.
الساعة 08:20 صباحاً بالتوقيت المحلي شهدت لحظة حاسمة عندما انحرفت الناقلة العملاقة فجأة عن مسارها المحدد نحو سنغافورة، على بعد 22 ميلاً بحرياً فقط من الأمان في خورفكان. "شاهدت انحراف الناقلة المفاجئ أمام عيني، كان مشهداً مرعباً"، يروي عبدالله التاجر، مراقب الرادار في خورفكان، الذي تابع العملية بقلب خافق. ثلاثة قوارب إيرانية صغيرة انقضت على العملاق كالصقور على فريستها، محولة حمولة تكفي لتزويد نصف مليون سيارة بالوقود لشهر كامل إلى أداة ضغط جيوسياسية.
هذا الاحتجاز ليس مجرد حادثة عابرة، بل تصعيد محسوب في منطقة يعبر منها 20% من النفط العالمي يومياً. آخر عملية مشابهة وقعت في أبريل 2024 عندما احتُجزت سفينة "إم إس سي آريز"، لكن هذه المرة الرهانات أعلى والتوقيت أكثر حساسية. "مضيق هرمز أشبه بشارع ضيق يمر منه نصف بترول العالم، وإيران تقف عند نافذتها تراقب"، تحذر د. سارة النفيسي، خبيرة الأمن البحري. الخبراء يربطون هذا التحرك بالضغوط الاقتصادية المتزايدة على طهران ورغبتها في إرسال رسائل قوية للغرب.
التداعيات بدأت تتكشف بسرعة البرق، حيث ارتفعت أسعار النفط فوراً وسط مخاوف من تعطل الإمدادات العالمية. "أحمد الكابتن، ربان الناقلة وعائل لثلاثة أطفال، يخوض الآن تجربة احتجاز مرعبة"، بحسب مصادر بحرية. المواطنون حول العالم سيشعرون بالأثر خلال أيام عبر ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف النقل، بينما شركات الشحن تعيد تقييم مساراتها بشكل عاجل. الكولونيل مايك جونسون، طيار المسيرة الأمريكية التي رصدت العملية، أصبح شاهداً على لحظة قد تعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية.
بينما تحلق المسيرات الأمريكية فوق المنطقة وترفع البحرية الأمريكية حالة التأهب القصوى، يقف العالم على حافة تصعيد قد يحول مضيق هرمز من ممر تجاري حيوي إلى ساحة صراع مفتوحة. الساعات القادمة ستحدد ما إذا كنا نشهد بداية أزمة طاقة عالمية جديدة، أم أن الحكمة ستسود وتعود المياه لمجاريها؟ الرهان كبير، والعواقب ستطال كل بيت في العالم.