في تطور مذهل هز أروقة الأمم المتحدة، نجحت الجزائر العاصمة في تحقيق المستحيل - الفوز بجائزة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من بين 85 مدينة عالمية من 33 دولة، محققة نسبة نجاح لا تتعدى 6% فقط! للمرة الأولى في التاريخ، تتفوق مدينة مغاربية على عواصم أوروبية وآسيوية في سباق التنمية المستدامة، و6 سنوات فقط تفصلها الآن عن تحقيق حلم العاصمة المستدامة 2030.

في حفل مهيب بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، شهد العالم لحظة تاريخية عندما تسلم عبد الرحمن روابحي جائزة "Shanghai Award" ضمن فعاليات اليوم العالمي للمدن. "أحمد بن علي"، المهندس المعماري من الجزائر العاصمة، لم يستطع إخفاء دموع الفرح: "أخيراً العالم يعترف بما نراه يومياً من تطوير وتحسن في مدينتنا". وسط صدى أصوات التصفيق الحار في قاعة الاحتفال، أصبحت الجزائر الوحيدة من شمال أفريقيا التي تحقق هذا الإنجاز الاستثنائي.

هذا التتويج ليس وليد الصدفة، بل ثمرة جهود متراكمة على مدى سنوات ضمن رؤية طموحة بدأت منذ إطلاق استراتيجية 2030. إنجازات ملموسة في البنية التحتية البيئية، التحول الإيكولوجي، وإدارة المخاطر، إلى جانب الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الجاذبية السياحية. كما وضع ابن بطوطة الجزائر على خريطة العالم في القرن الـ14، تضعها اليوم على خريطة المدن المستدامة العالمية. خبراء التنمية الدولية يؤكدون: "هذا التتويج سيكون نقطة تحول في مسيرة التنمية، ومغناطيس لجذب الاستثمارات الدولية".

التأثير على الحياة اليومية سيكون جذرياً، من تحسن متوقع في جودة الحياة وخدمات أفضل، إلى بيئة أنظف وفرص عمل جديدة في القطاعات المستدامة. "فاطمة الزهراء"، مديرة شركة استثمار، تتطلع بتفاؤل: "هذه الجائزة ستفتح أبواب استثمارات دولية ضخمة في العاصمة". تدفق الاستثمارات الخضراء، تعزيز السياحة المستدامة، وشراكات تقنية دولية - كلها بات في متناول اليد، فيما يؤكد المستثمرون أن الآن هو الوقت الذهبي للاستثمار في العقارات والمشاريع البيئية.

إنجاز عالمي يضع الجزائر ضمن النخبة العالمية للتنمية المستدامة، متفوقة على 80 مدينة من دول متقدمة، ورؤية 2030 أصبحت أقرب للتحقق مع توقعات بتسارع وتيرة التنمية. الآن وقت استثمار هذا النجاح، سواء للمستثمرين أو للمواطنين المهتمين بالمشاركة في بناء المستقبل. هل ستكون الجزائر العاصمة النموذج الذي يُحتذى به في العالم العربي؟ الإجابة في أيدينا خلال السنوات القادمة.