الرئيسية / محليات / عاجل: وصول أموال مرتبات أغسطس إلى البنك المركزي بعدن - متى يبدأ الصرف؟
عاجل: وصول أموال مرتبات أغسطس إلى البنك المركزي بعدن - متى يبدأ الصرف؟

عاجل: وصول أموال مرتبات أغسطس إلى البنك المركزي بعدن - متى يبدأ الصرف؟

نشر: verified icon بلقيس العمودي 14 نوفمبر 2025 الساعة 05:25 صباحاً

بعد انتظار مؤلم امتد لثلاثة أشهر، وصلت أخيراً التعزيزات المالية الحاسمة إلى البنك المركزي اليمني في عدن، لتحمل معها شعاع أمل لمئات الآلاف من موظفي الدولة الذين يعيشون على وقع الترقب والخوف. راتب واحد اليوم لا يساوي سوى ثلث قوته الشرائية قبل الحرب، والوقت ينفد أمام العائلات التي تواجه شبح الحاجة يومياً.

أحمد محمد، موظف في وزارة التربية وأب لأربعة أطفال، يروي معاناته: "أطفالي يسألونني كل يوم عن الراتب، وأنا أجيبهم بوعود لا أعرف إن كنت سأستطيع الوفاء بها". وفي مكاتب البنك المركزي، تتصاعد أصوات آلات عد النقود للمرة الأولى منذ أسابيع، بينما تنهمر أنفاس الارتياح الحذر من المسؤولين. التعزيزات التي وصلت تكفي لتغطية رواتب شهر أغسطس بالكامل، لكن التساؤل يبقى: متى ستصل رواتب سبتمبر وأكتوبر؟

هذا المشهد ليس جديداً في اليمن، حيث تحول انتظار الراتب إلى طقس شهري مؤلم يعيشه الموظفون منذ بداية الحرب. انقسام البنك المركزي بين صنعاء وعدن، وتدهور الاقتصاد، وانهيار العملة المحلية - كلها عوامل تضافرت لتحويل الحصول على الراتب من حق مكتسب إلى معجزة شهرية منتظرة. د. عبدالله الصعيدي، الخبير الاقتصادي، يؤكد: "وصول التعزيزات خطوة إيجابية، لكن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الانقسام المؤسسي وتوحيد النظام المصرفي".

فاطمة علي، زوجة موظف حكومي، تقف أمام متجر البقالة تحسب كل ريال بعناية فائقة: "الراتب الذي يصل اليوم لن يكفي أسبوعين، لكننا نتشبث به كما يتشبث الغريق بقشة". التأثير الفوري لوصول هذه الأموال سيظهر في الأسواق خلال 48 ساعة، حيث ستشهد الحركة التجارية انتعاشاً مؤقتاً، وستتمكن العائلات من سداد جزء من ديونها المتراكمة. لكن الخبراء يحذرون من أن هذا الحل مؤقت، والتحدي الحقيقي يكمن في ضمان الاستمرارية.

بينما تستعد البنوك لبدء إجراءات الصرف، يقف د. منصور العريقي، محافظ البنك المركزي، أمام مسؤولية جسيمة: تأمين السيولة للأشهر القادمة. الطوابير الطويلة التي ستتشكل أمام البنوك قريباً ستحمل وجوهاً منهكة لكنها متفائلة، وآمالاً حذرة لكنها لا تموت. هل ستكون هذه المرة بداية انتظام حقيقي في دفع الرواتب، أم مجرد هدنة مؤقتة في معاناة استمرت لسنوات؟

شارك الخبر