في تطور مثير يبعث الأمل في قلوب الملايين، تولت إدارة جديدة برئاسة حاتم خيمي مهمة إنقاذ عملاق سقط من قمة دوري النخبة إلى قاع الدرجة الأولى. عام ونصف فقط أمام الإدارة الجديدة لإحداث معجزة حقيقية وإعادة نادي الوحدة إلى مكانته الطبيعية بين كبار الأندية السعودية، في مهمة تبدو أشبه بالمستحيل.
الشارع الوحداوي عاش فرحة عارمة كأن الفريق حقق انتصاراً كبيراً عند إعلان وزارة الرياضة حل المجلس السابق وتكليف خيمي بقيادة النادي. د. تركي مدخلي، نائب الرئيس الجديد وأسطورة الكرة الطائرة السابقة، يحمل على عاتقه مهمة إحياء الألعاب الأخرى بعد 5 سنوات كاملة من الغياب عن الأنظار. أحمد الوحداوي، مشجع منذ 30 عاماً، لا يخفي دموع الفرح: "شعرت وكأن النادي وُلد من جديد، هذا ما كنا ننتظره منذ سنوات."
خلف هذه النهضة المرتقبة تكمن قصة سقوط مؤلمة بدأت مع فشل الإدارة السابقة في الاستماع لتحذيرات الجماهير. فيصل الحازمي من رابطة المشجعين يؤكد بمرارة: "حذرنا من كارثة الهبوط مبكراً ولم يستمع لنا أحد". الوضع الحالي أشبه بمريض في العناية المركزة يحتاج تدخل جراحي سريع ودقيق، والفجوة بين الطموح والواقع كبيرة كالمسافة بين الحرم والمشاعر المقدسة.
التأثير يمتد إلى الحياة اليومية في مكة المكرمة، حيث بدأت مقاهي الحي تستعيد حيويتها ومبيعات الشماغ الأحمر في ارتفاع ملحوظ. الخطة الشاملة تشمل اجتماعات موسعة مع قدامى اللاعبين، فتح أبواب النادي للجماهير، وتكثيف التدريبات استعداداً لمواجهة الزلفي المصيرية في 23 نوفمبر. مشعل القرشي، المدير التنفيذي الجديد، يحمل خبرة إدارية عريقة قد تكون المفتاح لإعادة الهيكلة المطلوبة.
عزيمة الإدارة الجديدة قوية كرياح الصيف الحارقة في مكة، والطموح واضح: العودة لدوري روشن وإحياء جميع الألعاب في النادي. لكن السؤال الذي يؤرق كل وحداوي يبقى معلقاً في الهواء: هل ستكفي عام ونصف لإعادة العملاق الساقط إلى قمة الهرم الرياضي، أم أن المهمة أكبر من قدرات أي إدارة مهما بلغت خبرتها؟
