في فضيحة إعلامية تهز أركان العمل الصحفي العربي، صفر تصاريح.. هكذا دخلت إحدى أشهر القنوات العربية للسودان! وزارة الثقافة والإعلام السودانية تفجر قنبلة دبلوماسية مدوية بإعلانها منع قناة "سكاي نيوز عربية" نهائياً من العمل داخل الأراضي السودانية، في انتهاك صارخ يشعل أزمة تهدد بإعادة تشكيل خريطة الإعلام العربي. الحكومة السودانية تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ إجراءات قانونية صادمة قد تصل للمحاكم الدولية.
المشهد الذي أثار غضب السلطات السودانية بدأ في مدينة نيالا، حيث ظهرت تسابيح مبارك، مذيعة سكاي نيوز عربية المقيمة في الإمارات، وسط حضور جماهيري كثيف، تلتقط الصور بأسلوب يحاكي زيارات النجمة العالمية أنجلينا جولي الإنسانية. "كان مشهداً غريباً، كأنها نجمة هوليود وسط معاناة الناس الحقيقية"، يروي عبدالرحمن محمد، أحد سكان نيالا الذي شهد الحدث. محمد الطيب، صحفي سوداني محلي، يعبر عن استيائه قائلاً: "نحن نكافح للحصول على تصاريح بسيطة، وهم يأتون بدون أي ورقة رسمية".
هذه الفضيحة تأتي وسط تزايد القيود على الإعلام الأجنبي في المنطقة العربية، في سابقة تذكرنا بمنع هيئة الإذاعة البريطانية من تغطية أحداث السويس عام 1956. د. عبدالله النور، خبير القانون الإعلامي، يحذر: "هذه سابقة خطيرة قد تؤثر على العلاقات الإعلامية العربية لعقود قادمة". حساسية منطقة دارفور والأوضاع الأمنية المعقدة تجعل من أي نشاط إعلامي غير مرخص انتهاكاً بحجم عاصفة إعلامية في فنجان سياسي.
التداعيات على الحياة اليومية للصحفيين العرب والأجانب ستكون جذرية، حيث تواجه وسائل الإعلام الخارجية صعوبات متزايدة في تغطية الأحداث السودانية. فاطمة أحمد، مسؤولة في وزارة الإعلام، تؤكد بحزم: "القانون فوق الجميع، ولن نسمح بالاستثناءات مهما كان حجم القناة أو نفوذها". السيناريو الأكثر احتمالاً يشير إلى
- إعادة مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات الإعلامية بين السودان والدول العربية
- تشديد أكبر على إجراءات منح التصاريح الإعلامية
- وضع قوانين أكثر صرامة لمراقبة النشاط الإعلامي الأجنبي
في عالم يتصارع فيه حق حرية الصحافة مع حق السيادة الوطنية، تصبح قضية سكاي نيوز نموذجاً لإعادة تعريف حدود العمل الإعلامي العربي. الخط الأحمر واضح: احترام القوانين المحلية شرط أساسي لأي نشاط إعلامي، مهما كانت النوايا نبيلة أو الأهداف إنسانية. السؤال المحوري الآن: هل ستصبح فضيحة نيالا نقطة تحول تعيد تشكيل خريطة الإعلام العربي، أم مجرد عاصفة في فنجان ستمر بسلام؟