الرئيسية / من هنا وهناك / عاجل: كارثة باص العودة من السعودية - 30 ضحية احترقوا والأبواب لم تفتح... تفاصيل مؤلمة
عاجل: كارثة باص العودة من السعودية - 30 ضحية احترقوا والأبواب لم تفتح... تفاصيل مؤلمة

عاجل: كارثة باص العودة من السعودية - 30 ضحية احترقوا والأبواب لم تفتح... تفاصيل مؤلمة

نشر: verified icon رغد النجمي 06 نوفمبر 2025 الساعة 11:05 مساءاً

في مأساة تحبس الأنفاس وتدمي القلوب، احترق 30 شاباً من أبناء اليمن وهم أحياء داخل باص العودة من السعودية، في حادث مروع حول حلم اللقاء بالأهل إلى كابوس أبدي على طريق العرقوب الجبلي. من بين 35 راكباً، نجا 5 أشخاص فقط بأعجوبة بعد أن حطموا النوافذ بأيديهم العارية، بينما فشل الباقون في فتح الأبواب المغلقة التي تحولت إلى أقفال الموت، ليشهد فجر الأربعاء أبشع حادث مروري في تاريخ المنطقة.

اللحظات الأخيرة كانت جحيماً حقيقياً بكل معنى الكلمة. سالم الكريمي، أحد الناجين الخمسة، يروي بصوت مرتجف: "سمعنا صوت الاصطدام، ثم رأينا النيران تلتهم مقدمة الباص بسرعة البرق. صرخنا، ضربنا الأبواب، لكنها لم تفتح. كان الدخان يخنقنا والحرارة تحرق جلودنا." أحمد المحمدي، 28 عاماً، كان من بين الضحايا - شاب عائد لقريته بعد ثلاث سنوات عمل شاق في جدة ليحتفل بزفافه الذي لن يكون أبداً. حطام الأحلام تناثر مع حطام الحديد المحترق على أسفلت طريق لطالما حذر الخبراء من خطورته القاتلة.

طريق العرقوب.. شريان الموت المنسي لم يكن هذا الحادث الأول ولن يكون الأخير على هذا الطريق اللعين الذي يربط اليمن بالسعودية. منذ سنوات، والخبراء يحذرون من خطورة هذا المسار الجبلي الوعر، لكن صيحاتهم ضاعت في آذان صماء. الدكتور محمد السروري، خبير السلامة المرورية، سبق أن حذر في تقاريره: "هذا الطريق قنبلة موقوتة، والحكومة تتجاهل التحذيرات حتى تقع الكارثة." اليوم، تحولت نبوءته المشؤومة إلى واقع مرير، والأرقام تصرخ: باص بموديل 2023 "مستوفي لمعايير السلامة" تحول إلى محرقة متنقلة في أقل من سبع دقائق.

الآن، تجلس 30 أسرة في بيوتها تنتظر أبناءها الذين لن يعودوا أبداً، بينما تكتفي الجهات الرسمية بإصدار بيانات باردة تتحدث عن "قضاء وقدر". علي البكري، سائق كان يمر بالطريق، وصل لموقع الحادث بعد دقائق ويصف: "رأيت جحيماً حقيقياً، ألسنة اللهب تخرج من النوافذ، ورائحة الموت تملأ المكان. كان منظراً لن أنساه ما حييت." فيما يعلق الصحفي فتحي بن لزرق بمرارة: "لو مات هؤلاء الثلاثون في دولة متقدمة، لاستقال على الأقل ثلاثة وزراء من الحكومة." لكن في بلادنا، الدماء رخيصة والأرواح مجرد أرقام في الإحصائيات.

مع انتشار أنباء الفاجعة، تتعالى الأصوات مطالبة بمحاسبة المسؤولين وإصلاح البنية التحتية المتهالكة، لكن السؤال المؤلم يبقى معلقاً: كم شاباً آخر يجب أن يحترق حياً قبل أن تتحرك الضمائر النائمة؟ الوقت ينفد، والطريق ما زال مفتوحاً أمام مآسي جديدة، والأبواب المغلقة في الباص تذكرنا بأبواب المسؤولية المغلقة في وجه أرواح الأبرياء.

شارك الخبر