في تطور صادم يكشف عن خطر يهدد فتياتنا يومياً، تمكنت شابة يمنية شجاعة من إحباط محاولة اختطافها بقفزة من الموت من حافلة متحركة، في حادثة تُظهر أن كل 60 ثانية تتعرض فيها امرأة في المنطقة العربية لتهديد في النقل العام. الآن وبينما تقرأ هذه الكلمات، قد تكون ابنتك في خطر مشابه، والتفاصيل المرعبة لما حدث في عدن ستغير نظرتك للنقل العام إلى الأبد.
سارة محمد، الطالبة الجامعية البالغة من العمر 21 عاماً، لم تكن تعلم أن رحلتها اليومية المعتادة ستتحول إلى كابوس حقيقي عندما لاحظت انحراف سائق الحافلة عن المسار المألوف. "رأيت الرعب في عينيها وهي تحاول الهرب" تقول أم خالد، إحدى الراكبات التي شهدت اللحظات المرعبة. في لحظة حاسمة تطلبت شجاعة الأسود وسرعة البرق، قفزت سارة من الحافلة المتحركة مضحية بسلامتها لتنجو من مصير مجهول، بينما تدخل أحمد الحضرمي والمواطنون الأبطال فوراً لإنقاذها والقبض على الجاني.
هذه الحادثة ليست معزولة، بل جزء من وباء صامت يجتاح المنطقة العربية، حيث تشير الإحصائيات المفزعة إلى أن 78% من النساء يتعرضن لمضايقات في وسائل النقل العام، وأن واحدة من كل 4 فتيات تتجنب استخدام النقل العام خوفاً من التحرش. كالذئب في ثياب راعي، استغل السائق ثقة المسافرين وموقع المسؤولية ليحول رحلة آمنة إلى فخ مميت. تؤكد د. فاطمة الإرياني، خبيرة الأمن المجتمعي: "هذه الحادثة تكشف ثغرات خطيرة في نظام النقل تتطلب معالجة فورية وشاملة".
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التأثير المدمر على الحياة اليومية لآلاف الأسر، حيث باتت كل أم تعيش كابوساً يومياً عند خروج ابنتها، وكل فتاة تواجه خيارات صعبة بين الأمان والحاجة للتنقل. انتشار هذه الجرائم كالنار في الهشيم عبر المدن العربية يتطلب حلولاً جذرية تشمل تطوير أنظمة مراقبة متطورة، وتدريب السائقين، وتشديد الرقابة الأمنية. المواطنون الآن يطالبون بثورة حقيقية في قطاع النقل تضع سلامة النساء كأولوية قصوى، بينما تتزايد الاستثمارات في تطبيقات النقل الآمنة كبديل موثوق.
شجاعة سارة وتدخل المواطنين السريع أنقذ الموقف هذه المرة، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: كم من الفتيات لن تكن محظوظة مثل سارة في المرة القادمة؟ الوقت أصبح الآن للمطالبة بحماية حقيقية، وليس مجرد وعود، فأمان بناتنا لا يحتمل التأجيل أو المساومة.