كشف تقرير صحفي إسباني عن محاولة نادي الاتحاد السعودي ضم الموهبة الإسبانية الشابة رودريجو ميندوزا من نادي إلتشي، في منافسة مباشرة مع عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، وذلك في إطار استراتيجية جديدة يتبعها المدير الرياضي رامون بلانيس لاصطياد المواهب الشابة الواعدة.

وفقاً لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن الاتحاد قدم عرضاً جدياً لضم ميندوزا خلال الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية الماضية، حيث تواصل بلانيس مباشرة مع مالك نادي إلتشي كريستيان براجارنك لإبلاغه بنية النادي السعودي دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب البالغة 20 مليون يورو.

تمت المفاوضات على مرحلتين حاسمتين، حيث جرت المحادثة الأولى يوم 30 أغسطس، تبعتها مكالمة ثانية في الأول من سبتمبر، وهو التاريخ الذي شهد إغلاق سوق الانتقالات الصيفي. هذا التوقيت المتأخر أضاف ضغطاً إضافياً على جميع الأطراف المعنية بالصفقة.

يُعتبر ميندوزا، البالغ من العمر 20 عاماً، أحد أبرز المواهب الناشئة في الكرة الإسبانية، وقد تألق مؤخراً مع منتخب إسبانيا تحت 20 عاماً في كأس العالم للشباب التي أقيمت في تشيلي. هذا الأداء المميز زاد من اهتمام الأندية الكبرى به، خاصة بعد عروضه اللافتة التي أثارت انتباه المراقبين الدوليين.

رغم الجدية الواضحة في عرض الاتحاد، إلا أن الصفقة لم تُكتب لها النجاح لعدة أسباب رئيسية. أولاً، رفض نادي إلتشي التخلي عن نجمه الشاب نظراً لضيق الوقت المتبقي في سوق الانتقالات وصعوبة إيجاد بديل مناسب قادر على تعويض مساهماته. ثانياً، فضل ميندوزا نفسه البقاء مع ناديه الحالي لمواصلة تطوير مسيرته المهنية، خاصة أنه مرتبط بعقد يمتد حتى صيف 2028.

تُشير المصادر المقربة من نادي إلتشي إلى أن إدارة النادي شعرت ببعض القلق خلال تلك الساعات الحاسمة بسبب احتمالية تفعيل البند الجزائي من قِبل الاتحاد، لكن موقف اللاعب الإيجابي نحو البقاء ساهم في حسم الأمور بسلاسة. اعتبرت إدارة إلتشي هذا القرار بمثابة رهان متبادل على مستقبل واعد للاعب والنادي معاً.

تأتي هذه المحاولة في إطار الاستراتيجية الجديدة التي يتبعها الاتحاد تحت قيادة رامون بلانيس، الذي تولى منصب المدير الرياضي في يناير 2024. هذه الاستراتيجية تركز بشكل أساسي على اصطياد المواهب الشابة من مختلف أندية أوروبا، بدلاً من الاعتماد فقط على النجوم الكبار كما تفعل أندية سعودية أخرى.

نجح بلانيس بالفعل في تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال ضم عدة مواهب شابة واعدة، منها أوناي هيرنانديز ومحمد دومبيا وروجر فيرنانديز. هؤلاء اللاعبون يمثلون استثماراً طويل المدى للنادي، حيث يتم تسجيلهم في قائمة المواليد أو إعارتهم لأندية أخرى لاكتساب الخبرة اللازمة.

يمتلك الاتحاد حالياً أربعة لاعبين أجانب تحت السن، مما يمنحه مرونة تكتيكية في التشكيلات المختلفة. هذا العدد متاح للفريق في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة وكأس خادم الحرمين الشريفين، مع إمكانية اختيار اثنين منهم فقط في البطولة الأخيرة وفقاً للوائح التي تسمح بعشرة لاعبين أجانب فقط.

على صعيد الأداء الحالي، يمر الاتحاد بمرحلة انتقالية تحت قيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو. الفريق حقق نتائج متباينة هذا الموسم، حيث فقد كأس السوبر السعودي أمام النصر، وخاض ست مباريات في الدوري المحلي حقق خلالها ثلاثة انتصارات مقابل تعادل واحد وهزيمتين.

أما على الصعيد الآسيوي، فقد واجه الاتحاد بداية صعبة في بطولة النخبة الآسيوية بخسارتين متتاليتين أمام الوحدة الإماراتي وشباب الأهلي دبي، قبل أن يستعيد توازنه بفوز عريض على الشرطة العراقي بنتيجة 4-1. هذا الفوز أعاد بعض الأمل لجماهير العميد في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل للأدوار المتقدمة.

تُشير التوقعات إلى أن الاتحاد قد يعود لمحاولة ضم ميندوزا في المستقبل، سواء في سوق الانتقالات الشتوي القادم أو الصيفي المقبل. لكن هذه المحاولات ستواجه منافسة شرسة من ريال مدريد وبرشلونة، وربما أندية أوروبية أخرى، خاصة بعد الأداء المتميز للاعب في البطولات الدولية الأخيرة مع منتخب بلاده.