الرئيسية / شؤون محلية / معضلة إنزاغي: كيف سيختار بين نجوم الهلال الأجانب وتهديد كانسيلو بفسخ عقده
معضلة إنزاغي: كيف سيختار بين نجوم الهلال الأجانب وتهديد كانسيلو بفسخ عقده

معضلة إنزاغي: كيف سيختار بين نجوم الهلال الأجانب وتهديد كانسيلو بفسخ عقده

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 02 نوفمبر 2025 الساعة 07:25 مساءاً

يواجه المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي معضلة فنية وإدارية معقدة قد تحدد مسار نادي الهلال السعودي في المرحلة المقبلة، حيث يجد نفسه مضطراً للاختيار بين نجوم الفريق الأجانب لتحديد من سيبقى في القائمة المحلية ومن سيقتصر على المشاركات القارية، في ظل عودة الظهير البرتغالي جواو كانسيلو من الإصابة وتهديده بفسخ عقده إذا لم يُدرج في التشكيلة الأساسية.

تفاقمت التحديات أمام المدرب الذي قاد الفريق مؤخراً لتحقيق انتصار ثمين ضد الاتحاد بنتيجة 2-0 في الكلاسيكو، بعد أن أصبح مطالباً بإعادة النظر في تركيبة الفريق الأجنبية التي تضم نجوماً لا يمكن الاستغناء عنهم بسهولة. القرار المنتظر لن يكون مجرد خيار فني، بل سيحمل تبعات مالية وإدارية كبيرة على النادي الذي استثمر ملايين الريالات في التعاقد مع هؤلاء النجوم.

عودة كانسيلو إلى الجاهزية التامة وضعت إنزاغي في موقف حرج، خاصة أن اللاعب البرتغالي أبدى استياءه الشديد من بقائه خارج القائمة المحلية ولوح صراحة بإمكانية إنهاء تعاقده مع النادي. هذا التطور يضع المدرب أمام ضغط مضاعف، فالفريق يحتاج بشدة لظهير أيمن بمواصفات كانسيلو الفنية، لكن إدراجه يعني بالضرورة التضحية بأحد النجوم الآخرين الذين أثبتوا قيمتهم على أرض الملعب.

يأتي في مقدمة الأسماء التي تعقد مهمة إنزاغي النجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، الذي سطر إنجازاً استثنائياً بتسجيله خمسة أهداف في ثلاث مباريات فقط ضمن منافسات دوري روشن السعودي، إضافة إلى مساهماته المتميزة في البطولات الأخرى. أداء ليوناردو المتألق وتأقلمه السريع مع فلسفة اللعب التي يطبقها المدرب الإيطالي جعل فكرة استبعاده من القائمة المحلية تبدو شبه مستحيلة، خاصة أن إنزاغي يعتمد عليه كركيزة أساسية في الخطط الهجومية للفريق.

كما يشكل المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز تحدياً إضافياً في معادلة الاختيار الصعبة التي يواجهها إنزاغي. اللاعب القادم من ليفربول الإنجليزي في صفقة ضخمة حظيت باهتمام عالمي، قدم بداية قوية مع الهلال من خلال تسجيل ثلاثة أهداف وصناعة هدفين في خمس مباريات بالدوري المحلي. الاستثمار المالي الكبير الذي تحمله النادي لضم نونيز، إلى جانب قدراته الفنية المثبتة على المستوى الأوروبي، يجعل من استبعاده خياراً غير منطقي من الناحيتين المالية والفنية.

تزداد تعقيدات الموقف عندما ندرك أن قرار سيموني إنزاغي سيؤثر مباشرة على خطط الفريق في المنافسات المتعددة التي يخوضها الهلال هذا الموسم. فالنادي يتطلع للمحافظة على موقعه التنافسي في الدوري المحلي، حيث يفصله نقطة واحدة فقط عن صدارة النصر، كما يسعى لتحقيق إنجاز آسيوي جديد في دوري أبطال آسيا للنخبة.

الضغوط المتراكمة على إنزاغي لا تقتصر على الجوانب الفنية فحسب، بل تمتد لتشمل إدارة التوقعات الجماهيرية العالية والحفاظ على الانسجام داخل غرفة الملابس. فأي قرار خاطئ قد يؤدي إلى خلق أزمة ثقة بين اللاعبين، أو إثارة استياء جماهيري واسع، خاصة في ظل الاستثمارات الضخمة التي ضخها النادي في سوق الانتقالات.

من جانب آخر، تكشف هذه المعضلة عن أحد التحديات الكبرى التي تواجه الأندية السعودية في ظل سياسة الاستقطاب الواسعة للنجوم العالميين. فرغم النجاح في جذب أسماء لامعة من أقوى البطولات الأوروبية، إلا أن قيود التسجيل المحلية تضع حدوداً واقعية أمام الطموحات الإدارية، وتجبر المدربين على اتخاذ خيارات مؤلمة قد تفقد النادي استثمارات مالية ضخمة.

يتوقع أن يعلن إنزاغي عن قراره النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد مشاورات مكثفة مع الجهاز الإداري والفني في النادي. القرار المنتظر سيحدد ملامح المرحلة المقبلة من موسم الهلال، وقد يكون له تأثير طويل المدى على مستقبل الفريق في البطولات المحلية والقارية، خاصة أن النادي يمر بواحدة من أهم فتراته التنافسية في تاريخه الحديث.

اخر تحديث: 03 نوفمبر 2025 الساعة 02:30 صباحاً
شارك الخبر