توقّع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن يشهد اليمن أزمة غذائية حادة تهدد أكثر من 18 مليون شخص، ابتداءً من نوفمبرالمقبل، وذلك عقب موجة السيول العارمة التي اجتاحت البلاد مؤخرًا وتسببت في مقتل وإصابة العشرات، إلى جانب أضرار جسيمة في الأراضي الزراعية والممتلكات.
وأوضح المكتب الأممي، في تصريح لموقع الجزيرة نت اليوم الجمعة، أن الأمطار الغزيرة والسيول اجتاحت مناطق واسعة من اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، من بينها عدن، مأرب، لحج، إب، الحديدة، وحجة، مشيرًا إلى أن أكثر من 125 ألف شخص تضرروا منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وأن عدد الضحايا الذي بلغ 170 بين قتيل وجريح مرشح للارتفاع مع استمرار التحقق من التقارير الميدانية.
وأكد المكتب أن الأسر النازحة كانت الأكثر تضررًا من موجة السيول الأخيرة، إذ فقدت الكثير من العائلات مساكنها وممتلكاتها بالكامل، مشددًا على أن الظروف المعيشية لهؤلاء النازحين باتت بالغة الخطورة.
وأشار “أوتشا” إلى أن هذه الكارثة الطبيعية تزامنت مع تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد، مما فاقم من هشاشة المجتمعات المحلية.
وفيما يخص جهود الإغاثة، أوضح المكتب أن المنظمات الإنسانية تواصل توسيع نطاق تدخلاتها لتقديم الدعم للمتضررين عبر توفير المأوى والغذاء والمساعدات النقدية ومواد النظافة الأساسية، لكنه حذّر من أن نقص التمويل يمثل عقبة رئيسية أمام إيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين، إذ لم يتجاوز التمويل المخصص للنداء الإنساني لعام 2025 نسبة 20% حتى 28 أغسطس/آب الجاري.
يُذكر أن العديد من المحافظات اليمنية، خصوصًا المناطق الجبلية والساحلية، تشهد منذ مطلع الشهر الحالي هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة. ورغم أن البلاد معتادة على تغيرات الطقس الموسمية، فإن سنوات الحرب وتوقف مشاريع البنية التحتية وغياب مؤسسات الدولة زادت من هشاشة المدن، ما جعل آثار الفيضانات أكثر تدميرًا من أي وقت مضى.
